مدينة قربص
هي واحدة من المدن العربيّة الواقعة في القارة الأفريقيّة، وتحديداً في جمهورية تونس، وتتبع المدينة إدارياً إلى ولاية نابل، وشبه جزيرة الرأس الطيب، وتبعد مسافة قدرها سبعين كيلومتراً باتجاه الشرق عن العاصمة تونس، كما أنّها تُعتبر من أقدم المدن ذات الطبيعة السياحيّة في البلاد، وتصل مساحتها الإجمالية إلى 45 كيلومتراً مربعاً، ويعيش عليها ما يزيد عن ستة آلاف نسمة.
تسمية مدينة قربص
يوجد عدة روايات تُبيّن لماذا سُميت المدينة بهذا الاسم؛ حيث إنّ الرواية الأشهر بأنّها تحريف لاسم جزيرة قبرص، في حين يرى فريق آخر أنه يوجد عدد من الرحالة الذين أطلقوا عليها هذا الاسم؛ نظراً إلى مدى التشابه الكبير بين المنطقتين من حيث المناظر الطبيعيّة، ويوجد فريق ثالث يُعزي دلائله إلى أن الرومان هم من أطلقوا هذا الاسم على أحد الأعمدة التاريخيّة التي كانت موجودة في المدينة باسم كاربيس (Carpis).
الطبيعة الجغرافية لمدينة قربص
توجد المدينة على سفح أحد الجبال الخضراء المُطلّة على خليج تونس، وتتميّز بلونها الأبيض، ويوجد فيها الكثير من اليانبيع الساخنة الممزوجة مع الأملاح المعدنيّة، والتي يقصدها الكثير من الزوّار قصداً للعلاج فيها، ويعود تاريخ اكتشاف هذه الميزة الفريدة إلى العصر الفينيقي.
ما يزيد من أهمية طبيعة مدينة قربص الجغرافيّة هو أنّ الزوار يسلكون طريقاً جبليّاً يوجد في الجزء المحاذي للساحل المتوسطيّ، ويحتوي هذا الطريق على العشرات من الينابيع التي تتدفّق منها المياه الحارة الغنية بالكبريت، والمعادن الأخرى، ومن أشهر هذه اليانبيع هي: عين الشفاء، والعتروس، واقطر، ويوجد بعض الشركات، والأشخاص يقومون بملئ القوارير بهذه المياه وبيعها في المحلات التجارية.
السياحة في مدينة قربص
تُعاني المدينة من عدم الاهتمام السياحي؛ حيث إنّ معظم الزوار القادمين إليها هم محليون، ويعود ذلك إلى نقص الاهتمام فيها من النواحي الخدماتيّة، والبنية التحتيّة؛ حيث إنّها لا تحتوي على فنادق تقدم خدمات سياحية مثل: الحمامات المعدنية، وتخصيص أوقات للتدليك، والتداوي والعلاج من خلال الماء، وعلى الرغم من ذلك إلّا أنّ عدد التونسيين الذين يقصدون المدينة كبير جداً، وخاصةً في أيام العطل.
يستمتع كلّ من يزور المدينة بمناظرها الطبيعيّة الخلابة، والإطلالات التي توفرها إلى مدينة قرطاج التي تقع في الجزء المقابل من خليج تونس، ويوجد في الوقت الراهن خطة لإنشاء منطقة سياحيّة بين المدينة ومنطقة سيدي ريس التي توجد بالقرب منها؛ وذلك لكي يتمكن كل من يزور المنطقة من السباحة فيها؛ حيث إنّه لا يمكن السباحة في سواحلها نظراً لارتفاعها الكبير عن مستوى سطح البحر.