هنالك دعا زكريا ربه
قال تعالى : هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء (38) فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ (39) قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (40)
اننا نجد أنفسنا أمام حادث غير عادي ، ما بين العبد وربه . يحمل مظهرا من مظاهر طلاقة ورحابة المشيئة الإلهية , وعدم تقيدها بالمألوف المتعارف للبشر , الذي يحسبه الكثير من البشر قانونا لا سبيل إلى إخلافه أو تغييره وربما رأسا على عقب ; فالله يقول للشيء كن فيكون وهو القادر على فعل كل شيء واي شيء يريده سبحانه ، ومن ثم فان الكثير من البشر يشكون في كل حادث لا يجيء في حدود هذا القانون المتعارف عليه على الأرض حسب القوانين الطبيعية المألوفة ! فإذا لم يستطيعوا تكذيبه , لأنه واقع , صاغوا حوله الخرافات والأساطير ! , والأكاذيب
فها هو ذا "زكريا" النبي والشيخ الكبير وزوجه العاقر كبيرة السن العجوز التي لم تلد في صباها حتى ها هو نحن ذا نراه تجيش في قلبه الرغبة الفطرية الانسانية البشرية العميقة في الخلف والذرية - وهو يرى هناك بين يديه مريم البنية الصالحة الطاهرة البتول المرزوقة - فيتوجه إلى ربه يناجيه , ويطلب منه ويسأله أن يهب له من لدنه ذرية طيبة صالحة :
قال تعالى : هنالك دعا زكريا ربه . قال:رب هب لي من لدنك ذرية طيبة . إنك سميع الدعاء.
فما السبب الذي كان من هذا الدعاء الخاشع الدافىء الحار المنيب ?
لقد كانت وجاءت الاستجابة الالهية التي لا تتقيد بسن العالم المعروفة , ولا تتقيد بمألوف الناس التي تعودوا عليها ; لأنها جاءت وصدرت من المشيئة المطلقة الالهية الخالقة التي تفعل ما تريد:
قال تعالى : فنادته الملائكة أن الله يبشرك بيحيى , مصدقا بكلمة من الله . وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين.