منهجية تحليل نص نظري
مسألة تحليل النصوص ضرورة لأهل اللّغة، وطلاب العلم، فدراسة النصّ ومعرفة ما فيه تكشف عن شخصيّة الكاتب، وتوضّح معالم الأزمان المختلفة على اعتبار أنّ النصّ النظري وثيقة رسميّة، تصور واقعاً بأكمله.
تعريف النص النظري
هو نصٌ نثري، يتناول قضية معيّنة لعلاجها، شكلت جدلاً واسعاً، ويضم النص النظري جميع أشكال الكتابة التي يستخدمها الكُتّاب للتعريف بقضية معينة، إن كان شعراً، أو مقالاً أدبياً، أو قصة أو مسرحية، أو خاطرة، ويحمل هذا النصّ خصائص ومميّزات، في مجموعها تشكّل ما يعرف ببصمة الشاعر، التي لا يمكن لأحد أن يجهلها.
منهجية تحليل النصوص
النص جسمٌ متكاملٌ، تم بناؤه، ليحقق غاية الكاتب، واتّسم بالترابط والتماسك والقوة، وجاء من بعده ليحاول فهم هذا النص بعمقٍ أكبر، وفهمٍ أوسع، لما فيه من أفكار قيمة، ومميزة، وفيما يلي خطوات تحليل النصوص:
- أوّل ما ينظر له المقدّمة، فهي واجهة الموضوع، والجسر للوصول إلى عمق الموضوع، ومن المفترض أن تحوي عنصرين اثنين هما: تناول المقدمة للظروف العامة الخاصة بوضعية النص، وتناولها للقضية الأساسية التي ستعالج فيما بعد، وهذا يعتمد على مدى تركيز الفكرة في ذهن الكاتب، ومن المهم النظر إلى مدى ترابط المقدمة فيما بعدها.
- العرض: يأخذ العرض القسط الوافر من التحليل فهو يتم على ثلاثة مراحل هي: الملاحظة والتواصل مع النص من خلال العنوان وشكل النص، ثمّ الفهم لغرض النص وما الموضوع الذي يعالجه النص، وأخيراً التحليل الذي هو تفكيك النص إلى مكوّناته الأساسيّة.
- الخاتمة: هي آخر مراحل بناء النص النظري، وهو حاضنة النتائج التي استنتجها الكاتب من تجربته، ومناقشته للموضوع، ومن الممكن في هذه المرحلة طرح مقترحاتٍ لأفكار ممكن أن يعالجها كاتبٌ آخر، في نصٍ آخر منطلقاً من هذا النص، ومتخذاً منه قاعدة.
تحليل العرض
تحليل العرض تأخذ مجلاً أوسع من تحليل المقدّمة والخاتمة وذلك لوجود العديد من الفقرات التي تحتاج إلى تفكيك، وتحليل العرض يتلخّص بالتالي:
- المعجم: أول ما ينظر له طبيعة الألفاظ المعجمية، حيث نقوم بعمل حقول دلالية، ثمّ عمل إحصائيات لأكثر حقلٍ استخدم، وما الهدف من هذا الحقل، وما غايته.
- الإيقاع: وهنالك نوعان من الإيقاع ، فنجد إيقاعٌ خارجي، يختصّ بتحديد الوزن والبحر الذي نظم عليه النص، ونوعية القوافي والروي، وهنالك إيقاعٌ داخلي، يهتم بالأساليب المختلفة من تكرار، وطباق، وجناس، ومقابلة، ومن المفضل أن نقوم بإحصائيات لكل ظاهرة؛ وذلك لأنّ هذه الأساليب تساعد في فهم العاطفة التي غلبت على الشاعر.
- الصور الشعرية: يتمّ ذلك من خلال معرفة أساسيات الصور من تشبيه، واستعارة، وكناية، ومجاز، وذلك يعين على معرفة الحالة النفسيّة للكاتب، وما هو متأثّر به من مجتمعه، للوصول إلى المعالم الأساسية لمعرفة عصرٍ ما.
- المستوى التداولي، والدلالي: وذلك من خلال إحصاء الضمائر والأساليب، والجمل، لمعرفة الهدف والغاية من هذا النص الذي هو رسالة تخاطب فئة معينة.
تجميع النتائج السابقة يساعد في التوصل إلى الفهم الكامل للنص ولصاحبه، والغاية من هذا النص، ونقله للشريحة المستهدفة، مع مراعاة عدم إصدار أحكام أو وضع أسباب للنصّ دون شاهد ودليل سياقي من النص، وعدم تجاهل أي أسلوب في النص، واستخدام لغة واضحة وصريحة في تحليل النص، بعيداً عن أي تأويل.