إسلام مصعب بن عمير
كان مصعب بن عمير -رضي الله عنه- من أبهى شباب مكة حُلّةً، وأكثرهم دلالاً عند أمه، ولم يستطع مصعب -رضي الله عنه- بمجرد سماع خبر دعوة النبي -عليه السلام-؛ إلّا أن يُسلم مع رسول الله لينتقل من الكفر إلى التوحيد، لكنّه أخفى إسلامه حتى لا يتعرّض للأذيّة من قومه، ولمّ يبقَ هذا الحال طويلاً حتى عرفت أُمّه خبر إسلامه؛ فعزلت عنه ألوان الدلال والعطاء، وتعرّض للتعذيب والاعتداء حتى يرجع عن دينه، لكنّه ثبت على الإسلام والتوحيد، حتى هاجر إلى المدينة، وهناك شارك مع رسول الله في غزوة أُحد حتى اختاره الله -تعالى- شهيداً فيها.[١]
وفاة سعد بن معاذ
أُصيب الصحابيّ الجليل سعد -رضي الله عنه- بجروحٍ عميقةٍ يوم الأحزاب؛ وكان يدعو ألّا يقبضه الله -تعالى- إليه إلّا بعد أن يرى عذاب يهود المدينة الذين اتّحدوا مع الأحزاب ضدّ المسلمين، وعالج النبي -عليه السلام- جُرح سعد، وتفرّغ الرسول ليهود بني قريظة، وتمكّن منهم، وحكم سعد فيهم الحكم المشهور بأن يُقتّل رجالهم وتُسبى نساؤهم، ثمّ جُرح سعد -رضي الله عنه- مجدّداً؛ فمات على إثره، فكان شهيداً، وبعد وفاته أُخبر النبي -عليه السلام- أنّ عرش الله -تعالى- قدّ اهتزّ لوفاته، قال ابن عمر -رضي الله عنهما-: "اهتز العرش لحُبّ لقاء الله سعد بن معاذ".[٢]
لهفة أبي الدحداح للجنة
ذات يوم اختلف يتيمٌ وصحابيٌّ على نخلةٍ، ظنّ اليتيم أنّها في أرضه، ولمّا حضر النبي -عليه السلام- يقضي بينهما قضى بالنخلة للصحابيّ، فدمعت عين اليتيم حُزناً؛ فأشفق عليه رسول الله -عليه السلام- وقال للصحابي: (أعطِهِ إياها ولك عذقٌ في الجنةِ)،[٣] لكنّ الصحابيّ رفض ذلك، فسمع أبو الدحداح -رضي الله عنه- قول النبيّ عليه الصلاة والسلام، فسأله إن سيُجزى نخلةً من الجنة إن منح تلك النخلة لليتيم، فأجابه النبي بالإيجاب؛ فعرض أبو الدحداح على الصحابي بستاناً كاملاً مليئاً بشجر النخيل مُقابل تلك النخلة، فوافق، فرضي النبي لأبي الدحداح ذلك، وقال فيه بعد ذلك: (رُبَّ عذقٍ مذلَّلٍ لابنِ الدحداحةِ في الجنةِ).[٣][٤]
المراجع
- ↑ د. أمين بن عبد الله الشقاوي (20/7/2010)، "سيرة مصعب بن عمير"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-19. بتصرّف.
- ↑ "وفاة سعد بن معاذ"، www.library.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-19. بتصرّف.
- ^ أ ب رواه البيهقي، في السنن الكبرى للبيهقي، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 6/64، مرسل.
- ↑ "ماذا خسر أبو الدحداح؟ "، www.ar.islamway.net، 2014-08-25 ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-10. بتصرّف.