أبيات شعر جاهلي في الفخر

كتابة - آخر تحديث: ٧:٢٢ ، ١٧ مارس ٢٠١٩
أبيات شعر جاهلي في الفخر

شعر فخْرُ الرِّجالِ سلاسلٌ وَقيُودُ

يقول عنترة بن شداد:

فخْرُ الرِّجالِ سلاسلٌ وَقيُودُ

وكذا النساءُ بخانقٌ وعقودُ

و اذا غبار الخيل مد رواقة

سُكْري بهِ لا ما جنى العُنْقودُ

يادهرُ لا تبق عليَّ فقد دنا

ما كنتُ أطلبُ قبلَ ذا وأريد

فالقتْلُ لي من بعد عبْلة َ راحَة ٌ

والعَيشُ بعد فِراقها منكُودُ

يا عبْلَ! قدْ دنتِ المَنيّة ُ فاندُبي

ان كان جفنك بالدموع يجود

يا عبلَ! إنْ تَبكي عليَّ فقد بكى

صَرْفُ الزَّمانِ عليَّ وهُوَ حَسُودُ

يا عبلَ! إنْ سَفكوا دمي فَفَعائلي

في كل يومٍ ذكرهنّ جديد

لهفى عليك اذا بقيتى سبية

تَدْعينَ عنْترَ وهوَ عنكِ بعيدُ

ولقد لقيتُ الفُرْسَ يا ابْنَة َ مالكِ

وجيوشها قد ضاق عنها البيد

وتموجُ موجَ البحرِ إلا أنَّها

لاقتْ أسوداً فوقهنَّ حديد

جاروا فَحَكَّمْنا الصَّوارمَ بيْننا

فقَضتْ وأَطرافُ الرماحِ شُهُود

يا عبلَ! كم منْ جَحْفلٍ فرَّقْتُهُ

والجوُّ أسودُ والجبالُ تميدُ

فسطا عليَّ الدَّهرُ سطوة َ غادرٍ

والدَّهرُ يَبخُلُ تارة ويجُودُ.


شعر لحى اللَّهُ صُعلوكاً، إذا جَنّ ليلُهُ

يقول السليك بن عمرو:

لحى اللَّهُ صُعلوكاً، إذا جَنّ ليلُهُ

مصافي المشاشِ، آلفاً كلَّ مجزرِ

يَعُدّ الغِنى من نفسه، كلّ ليلة

أصابَ قِراها من صَديقٍ ميسَّر

ينامُ عِشاءً ثم يصبحُ ناعساً

تَحُثّ الحَصى عن جنبِهِ المتعفِّر

يُعينُ نِساء الحيّ، ما يَستعِنّه

ويمسي طليحاً كالبعيرِ المحسرِ.


شعر صَحَا قَلْبُهُ عن سُكْرِهِ فَتَأمَّلا

يقول أوس بن حجر: وإنّي امْرُؤٌ أعْدَدْتُ للحرْبِ بَعدما

رأيتُ لها ناباً من الشرِّ أعصَلا

أصَمَّ رُدَيْنِيّاً كَأنّ كُعوبَهُ

نوَى القسبِ عرّاصاً مزجّاً منصَّلا

عَلَيْهِ كمِصْباحِ العَزيزِ يَشُبّهُ

لِفِصْحٍ وَيَحشوه الذبالَ المُفَتَّلا

وَأمْلَسَ صُولِيّاً كَنِهْيِ قَرَارَة ٍ

أحسّ بقاعٍ نفحَ ريحٍ فأجفلا

كأنّ قرُونَ الشمسِ عند ارْتفاعِهَا

وَقدْ صَادَفَتْ طَلْقاً منَ النَّجم أعزَلا

تَرَدّدَ فِيه ضَوْؤهَا وَشُعَاعُهَا

فأحسنْ وأزينْ بامرىء ٍ أن تسربلا

وَأبْيَضَ هِنْدِيّاً كَأنّ غِرَارَهُ

تَلألُؤُ بَرْقٍ في حَبِيٍّ تكلّلا

إذا سُلّ منْ جفنٍ تأكّلَ أثرُهُ

على مثلِ مصحلة ِ اللُّجين تأكُّلا

كأنَّ مدبَّ النّملِ يتبعُ الرُّبى

ومدرجَ ذرٍّ خافَ برداً فأسهلا

على صفحتَيهِ منْ متونِ جلائهِ

ومبضوعة ً منْ رأسِ فرعٍ شظيّة ً

بطودٍ تراهُ بالسَّحابِ مجلَّلا

على ظَهْرِ صَفْوَانٍ كأنّ مُتُونَهُ

عُلِلْنَ بِدُهْنٍ يُزْلِقُ المُتَنَزلا

يُطيفُ بها راعٍ يُجَشِّمُ نَفْسَهُ

لِيُكلِىء َفِيهَا طرْفَهُ مُتَأملا

فلاقَى امرأً من مَيْدَعانَ وَأسمحتْ

قرونتُه باليأسِ منها فعجَّلا

فقالَ لهُ هلْ تذكرنَّ مخبِّراً.


شعر أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِيْنَا

يقول عمرو بن كلثوم: أَبَا هِنْـدٍ فَلاَ تَعْجَـلْ عَلَيْنَـا

وَأَنْظِـرْنَا نُخَبِّـرْكَ اليَقِيْنَــا

بِأَنَّا نُـوْرِدُ الـرَّايَاتِ بِيْضـاً

وَنُصْـدِرُهُنَّ حُمْراً قَدْ رُوِيْنَـا

وَأَيَّـامٍ لَنَـا غُـرٍّ طِــوَالٍ

عَصَيْنَـا المَلِكَ فِيهَا أَنْ نَدِيْنَـا

وَسَيِّـدِ مَعْشَـرٍ قَدْ تَوَّجُـوْهُ

بِتَاجِ المُلْكِ يَحْمِي المُحْجَرِيْنَـا

تَرَكْـنَ الخَيْلَ عَاكِفَةً عَلَيْـهِ

مُقَلَّـدَةً أَعِنَّتَهَـا صُفُـوْنَـا

وَأَنْزَلْنَا البُيُوْتَ بِذِي طُلُـوْحٍ

إِلَى الشَامَاتِ نَنْفِي المُوْعِدِيْنَـا

وَقَدْ هَرَّتْ كِلاَبُ الحَيِّ مِنَّـا

وَشَـذَّبْنَا قَتَـادَةَ مَنْ يَلِيْنَـا

مَتَى نَنْقُـلْ إِلَى قَوْمٍ رَحَانَـا

يَكُوْنُوا فِي اللِّقَاءِ لَهَا طَحِيْنَـا

يَكُـوْنُ ثِقَالُهَا شَرْقِيَّ نَجْـدٍ

وَلُهْـوَتُهَا قُضَـاعَةَ أَجْمَعِيْنَـا

نَزَلْتُـمْ مَنْزِلَ الأَضْيَافِ مِنَّـا

فَأَعْجَلْنَا القِرَى أَنْ تَشْتِمُوْنَـا

قَرَيْنَاكُـمْ فَعَجَّلْنَـا قِرَاكُـمْ

قُبَيْـلَ الصُّبْحِ مِرْدَاةً طَحُوْنَـا

نَعُـمُّ أُنَاسَنَـا وَنَعِفُّ عَنْهُـمْ

وَنَحْمِـلُ عَنْهُـمُ مَا حَمَّلُوْنَـا

نُطَـاعِنُ مَا تَرَاخَى النَّاسُ عَنَّـا

وَنَضْرِبُ بِالسِّيُوْفِ إِذَا غُشِيْنَـا

بِسُمْـرٍ مِنْ قَنَا الخَطِّـيِّ لُـدْنٍ

ذَوَابِـلَ أَوْ بِبِيْـضٍ يَخْتَلِيْنَـا

كَأَنَّ جَمَـاجِمَ الأَبْطَالِ فِيْهَـا

وُسُـوْقٌ بِالأَمَاعِـزِ يَرْتَمِيْنَـا

نَشُـقُّ بِهَا رُؤُوْسَ القَوْمِ شَقًّـا

وَنَخْتَلِـبُ الرِّقَـابَ فَتَخْتَلِيْنَـا

وَإِنَّ الضِّغْـنَ بَعْدَ الضِّغْنِ يَبْـدُو

عَلَيْـكَ وَيُخْرِجُ الدَّاءَ الدَّفِيْنَـا

وَرِثْنَـا المَجْدَ قَدْ عَلِمَتْ مَعَـدٌّ

نُطَـاعِنُ دُوْنَهُ حَـتَّى يَبِيْنَـا

وَنَحْنُ إِذَا عِمَادُ الحَيِّ خَـرَّتْ

عَنِ الأَحْفَاضِ نَمْنَعُ مَنْ يَلِيْنَـا

نَجُـذُّ رُؤُوْسَهُمْ فِي غَيْرِ بِـرٍّ

فَمَـا يَـدْرُوْنَ مَاذَا يَتَّقُوْنَـا

كَأَنَّ سُيُـوْفَنَا منَّـا ومنْهُــم

مَخَـارِيْقٌ بِأَيْـدِي لاَعِبِيْنَـا

كَـأَنَّ ثِيَابَنَـا مِنَّـا وَمِنْهُـمْ

خُضِبْـنَ بِأُرْجُوَانِ أَوْ طُلِيْنَـا

إِذَا مَا عَيَّ بِالإِسْنَـافِ حَـيٌّ

مِنَ الهَـوْلِ المُشَبَّهِ أَنْ يَكُوْنَـا

نَصَبْنَـا مِثْلَ رَهْوَةِ ذَاتَ حَـدٍّ

مُحَافَظَـةً وَكُـنَّا السَّابِقِيْنَـا

بِشُبَّـانٍ يَرَوْنَ القَـتْلَ مَجْـداً

وَشِيْـبٍ فِي الحُرُوْبِ مُجَرَّبِيْنَـا

حُـدَيَّا النَّـاسِ كُلِّهِمُ جَمِيْعـاً

مُقَـارَعَةً بَنِيْـهِمْ عَـنْ بَنِيْنَـا

فَأَمَّا يَـوْمَ خَشْيَتِنَـا عَلَيْهِـمْ

فَتُصْبِـحُ خَيْلُنَـا عُصَباً ثُبِيْنَـا

وَأَمَّا يَـوْمَ لاَ نَخْشَـى عَلَيْهِـمْ

فَنُمْعِــنُ غَـارَةً مُتَلَبِّبِيْنَــا

بِـرَأْسٍ مِنْ بَنِي جُشْمٍ بِنْ بَكْـرٍ

نَـدُقُّ بِهِ السُّـهُوْلَةَ وَالحُزُوْنَـا

أَلاَ لاَ يَعْلَـمُ الأَقْـوَامُ أَنَّــا

تَضَعْضَعْنَـا وَأَنَّـا قَـدْ وَنِيْنَـا

أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا

فَنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِيْنَـا

بِاَيِّ مَشِيْئَـةٍ عَمْـرُو بْنَ هِنْـدٍ

نَكُـوْنُ لِقَيْلِكُـمْ فِيْهَا قَطِيْنَـا

بِأَيِّ مَشِيْئَـةٍ عَمْـرَو بْنَ هِنْـدٍ

تُطِيْـعُ بِنَا الوُشَـاةَ وَتَزْدَرِيْنَـا

تَهَـدَّدُنَـا وَتُوْعِـدُنَا رُوَيْـداً

مَتَـى كُـنَّا لأُمِّـكَ مَقْتَوِيْنَـا

فَإِنَّ قَنَاتَنَـا يَا عَمْـرُو أَعْيَـتْ

عَلى الأَعْـدَاءِ قَبَلَكَ أَنْ تَلِيْنَـا

إِذَا عَضَّ الثَّقَافُ بِهَا اشْمَـأَزَّتْ

وَوَلَّتْـهُ عَشَـوْزَنَةً زَبُـوْنَـا

عَشَـوْزَنَةً إِذَا انْقَلَبَتْ أَرَنَّـت

تَشُـجُّ قَفَا المُثَقِّـفِ وَالجَبِيْنَـا

فَهَلْ حُدِّثْتَ فِي جُشَمٍ بِنْ بَكْـرٍ

بِنَقْـصٍ فِي خُطُـوْبِ الأَوَّلِيْنَـا

وَرِثْنَـا مَجْدَ عَلْقَمَةَ بِنْ سَيْـفٍ

أَبَـاحَ لَنَا حُصُوْنَ المَجْدِ دِيْنَـا

وَرَثْـتُ مُهَلْهِـلاً وَالخَيْرَ مِنْـهُ

زُهَيْـراً نِعْمَ ذُخْـرُ الذَّاخِرِيْنَـا

وَعَتَّـاباً وَكُلْثُـوْماً جَمِيْعــاً

بِهِـمْ نِلْنَـا تُرَاثَ الأَكْرَمِيْنَـا

وَذَا البُـرَةِ الذِي حُدِّثْتَ عَنْـهُ

بِهِ نُحْمَى وَنَحْمِي المُلتَجِينَــا

وَمِنَّـا قَبْلَـهُ السَّاعِي كُلَيْـبٌ

فَـأَيُّ المَجْـدِ إِلاَّ قَـدْ وَلِيْنَـا

مَتَـى نَعْقِـد قَرِيْنَتَنَـا بِحَبْـلٍ

تَجُـذَّ الحَبْلَ أَوْ تَقْصِ القَرِيْنَـا

وَنُوْجَـدُ نَحْنُ أَمْنَعَهُمْ ذِمَـاراً

وَأَوْفَاهُـمْ إِذَا عَقَـدُوا يَمِيْنَـا

وَنَحْنُ غَدَاةَ أَوْقِدَ فِي خَـزَازَى

رَفَـدْنَا فَـوْقَ رِفْدِ الرَّافِدِيْنَـا

وَنَحْنُ الحَابِسُوْنَ بِذِي أَرَاطَـى

تَسَـفُّ الجِلَّـةُ الخُوْرُ الدَّرِيْنَـا

وَنَحْنُ الحَاكِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا

وَنَحْنُ العَازِمُـوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا

وَنَحْنُ التَّارِكُوْنَ لِمَا سَخِطْنَـا

وَنَحْنُ الآخِـذُوْنَ لِمَا رَضِيْنَـا

وَكُنَّـا الأَيْمَنِيْـنَ إِذَا التَقَيْنَـا

وَكَـانَ الأَيْسَـرِيْنَ بَنُو أَبَيْنَـا.
740 مشاهدة