أضرار وقت الفراغ

كتابة - آخر تحديث: ١٤:٤٦ ، ٩ يوليو ٢٠٢٠
أضرار وقت الفراغ

أضرار وقت الفراغ

إن السعي وراء الأشغال إلى حدٍ كبير بحيث لا يتوفر لدينا أي وقت فراغ هو أمر يضر بالصحة، وقد أظهرت الأبحاث أيضاً أن وجود الكثير من وقت الفراغ يمكن أن يكون ضاراً كعدم وجود ما يكفي من الوقت منه على حدٍ سواء، إلا أن المفتاح هو إيجاد التوازن المثالي، ويرجع عدم توفر الكثير من وقت الفراغ في حياتنا إلى[١]انشغالنا الدائم بالوظيفة والأطفال والأعمال المنزلية حيث لا يوجد وقت كافٍ للقيام بكل شيء، وبالتالي نقوم بإهمال وقت الفراغ مما يؤدي في مرحلةٍ ما إلى شعورنا بالتعب ويظهر ذلك إما من خلال الإرهاق الجسدي، أو الإجهاد، أو تقلبات المزاج، أو الغضب، أو اللامبالاة، وذلك يشير إلى ضرورة إجراء بعض التغييرات في نمط حياتنا حتى لو كانت بسيطة.[٢] ومن ناحيةٍ أخرى إن خطر وجود الكثير من وقتٍ الفراغ يكمن في أنه يمكن أن ينتهي الأمر بالشخص إلى الجلوس في الفراش في المنزل دون القيام بأي شيء، مما يؤدي إلى الملل والتسويف والقلق وحتى الاكتئاب ويمكن أن يؤدي أيضاً إلى اكتساب عادات سيئة وعدم التركيز وكذلك عدم الانضباط.[١]


فوائد وقت الفراغ

يعد قضاء وقت الفراغ وأخذ القليل من الراحة أحد الأسباب التي تساعدنا على تنمية كفائتنا وإيماننا بأنفسنا، حيث أظهرت الدراسات أن وقت الفراغ يعمل على تقليل الإجهاد وتعزيز جهاز المناعة، بالإضافة إلى العديد من الفوائد الأخرى نذكر منها ما يأتي:[٣]

  • يقلل من الإجهاد العاطفي: يعمل استغلال أوقات الفراغ مرةً واحدة على الأقل في الأسبوع لفعل شيٍ ممتعٍ أو غير مخطط له على تقليل مستويات التوتر لدينا على المدى البعيد، وقد ثبت أيضاً أن الأنشطة الترفيهية تعمل على خفض الأعراض الجسدية للإجهاد، مثل ارتفاع ضغط الدم، ومعدل ضربات القلب على الفور.
  • يقلل من التوتر ويمنع الاكتئاب: يتيح لنا وقت الفراغ الشعور بالراحة ويساعدنا على الابتعاد عن القلق والتوتر والإرهاق.[٢]
  • يحسن الصحة الجسدية والعقلية: يعرضنا نمط الحياة المستقر إلى خطر الإصابة بأمراض خطيرة مرتبطة بالقلب أو السمنة أو السكري وكذلك للاضطراب العاطفي، ولكن من خلال الانخراط في الأنشطة الترفيهية الجسدية تتحسن صحتنا الجسدية وبالتالي صحتنا العقلية.[٢]
  • يحسن المزاج: حيث أننا نختار ما نفعله في وقت فراغنا، فمن المرجح جداً أن توفر لنا الأنشطة التي نمارسها الراحة العقلية والمتعة، مما يجعلنا نشعر بتوترٍ أقل، كما ونصبح أكثر إيجابيةً مع أنفسنا وفي حياتنا.[٢]


تعريف وقت الفراغ

وقت الفراغ هو الوقت الذي لا يعمل فيه الشخص أو يكون مشغولاً، ويستخدم هذا الوقت للاستمتاع والقيام بالأنشطة الترفيهية، والتي تشمل جميع الأشياء التي نفعلها والتي تمنحنا متعةً، وليست مرتبطة بالعمل فالغرض من الترفيه هو الهروب من العمل والمخاوف الشخصية، فوقت الفراغ هو الوقت الذي نستغله لأنفسنا للابتعاد عن المشاكل والقضايا اليومية،[٢] حيث إننا نقضي معظم وقتنا في القيام بالأشياء التي نحتاجها ولكن من الممكن أننا لا نرغب بالقيام بها، ويؤدي وجود وقت فراغٍ محدد إلى السعادة الحقيقة فقد أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين يقضون ساعتين ونصف فقط من وقت الفراغ هم أكثر سعادةً من غيرهم، وذلك لأن الحصول على الكثير من وقت الفراغ هو أمر مزعج وليس شيئاً رائعاً كما يعتقد البعض.[٤]


كيفية استغلال وقت الفراغ

إن الحصول على وقت فراغ يمكن أن يكون بمثابة فرصة مثالية لتعلم مهارات جديدة، أو ممارسة هواية جديدة، أو تعزيز علاقاتنا مع الأشخاص المقربين إلينا، إحدى الإستراتيجيات التي يمكن تنفيذها هي جدولة الأنشطة للقيام بها كل يوم لفترة زمنية محددة، والمهم هو اختيار الأنشطة التي تنشطنا وتمنحنا المتعة بذات الوقت، حيث إن أدمغتنا تميل إلى مراجعة الأشياء السلبية مراراً وتكراراً فإن جدولة الأنشطة لا تساعدنا في الحفاظ على صحة بدنية وعقلية جيدة فحسب، بل يمكنها أيضاً إضافة معنىً لحياتنا، هنالك أنواع مختلفة من الأنشطة التي من الممكن ممارستها حيث إن البعض منها ممتع ويساعد على تهدئة النفس، بينما يساعدنا البعض الآخر على إنجاز مهمة أو هدف، ومن هذه الأنشطة ما يأتي:[١]

  • اليوغا.
  • زيارة المتحف.
  • تنظيف المنزل.
  • قراءة كتاب.
  • مشاهدة التلفاز.
  • الطبخ.
  • الفنون والحرف اليدوية.
  • التأمل.
  • الذهاب في رحلة طويلة.
  • القيام بعمل تطوعي.
  • الخروج مع الأصدقاء.


كيفية استغلال وقت الفراغ للمراهقين

يستمتع العديد من المراهقين بقضاء وقت فراغهم في القيام بالتسوق والذهاب إلى الحفلات، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ومشاهدة الأفلام، والقراءة، والذهاب إلى الشاطئ، أو الحديقة. كما ويقضي المراهقين أيضاً وقت فراغهم في الأنشطة اللامنهجية المنظمة مثل الفنون والرياضة، ولكن عندما يتعلق الأمر بالمراهقين فلا بد من متابعة الأهل لهم حرصاً عليهم، وفيما يأتي بعض الأمور التي يجب مراعاتها عند قضائهم أوقاتهم بمفردهم أو مع العائلة أو مع الأصدقاء:[٥]

  • قضاء الوقت مع العائلة: يعد التخطيط لقضاء وقت الفراغ مع العائلة طريقةً رائعة للبقاء على تواصل مع المراهقين، وقد يتطلب الأمر تجربة العديد من الأنشطة قبل الوصول إلى نشاطٍ مشترك يحبّه الجميع، ومن الأنشطة التي من الممكن ممارستها كعائلة الذهاب إلى فيلم، أو حفلة موسيقية، أو القيام بنزهة، أو طهي وجبة معاً، أو العمل في مشروع، مثل إعادة تزيين غرفة المراهق، أو ممارسة رياضة مفضلة في حديقةٍ عامة على سبيل المثال كرة القدم.
  • قضاء وقت الفراغ مع الأصدقاء: يرغب المراهقين بقضاء وقت الفراغ مع أصدقائهم حيث يمكن الأتفاق معهم على بعض الأمور التي تساعد على الحفاظ عليهم آمنين عندما يقضون الوقت بمفردهم في الخارج مع أصدقائهم على سبيل المثال متابعة أين يذهبون ومع من، تبليغ الأهل في حال كان هناك أي تغيير مفاجئ على خططهم، والرد على الاتصالات، والاتفاق على وسيلة التنقل في الذهاب والعودة، ولا مانع من السماح لهم بإحضار أصدقائهم إلى المنزل إذا رغبوا بذلك فهذه تعد فر صةً للتعرف أكثر عليهم، ولكن ضمن بعض الحدود على سبيل المثال تحمل مسؤولية ترتيب المطبخ أو الغرفة بعد مغادرة الأصدقاء، كما ويجب الاتفاق معهم على المصروف الخاص بهم، والأنشطة التي تحتاج إلى تكلفة مادية من حيث عدد المرات التي من الممكن لهم ممارستها أسبوعياً أو شهرياً.
  • قضاء الوقت بمفردهم: في بعض الأحيان يرغب المراهقين بقضاء الوقت بمفردهم دون فعل أي شيء خاصة عند قضاء وقتٍ طويل في الدراسة، فلا بأس بذلك إذا لم يكن يتعارض وقضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة، ويعتبر الشعور بالملل جيداً في بعض الأحيان حيث يمكن أن يحفز الشعور بالملل المراهقين على إيجاد شيء مبتكر أو جديد لملء أوقات فراغهم.


المراجع

  1. ^ أ ب ت Daphnée Lévesque (2016-12-6), "Mind your mind: How to make having too much free time constructive"، www.ubyssey.ca, Retrieved 2020-6-21. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج Leona Brits (2019-10-11), "The Importance of Making Time for Leisure"، www.medium.com, Retrieved 2020-6-21. Edited.
  3. Elior Moskowitz, "4 Reasons You Need To Make More Free Time"، www.mequilibrium.com, Retrieved 2020-6-21. Edited.
  4. "Too much free time makes us unhappy", www.ecnmy.org,2019-3-1، Retrieved 2020-6-21. Edited.
  5. "Free time and teenagers", www.raisingchildren.net.au,2019-12-9، Retrieved 2020-6-21. Edited.
767 مشاهدة