متى يجب الغسل في رمضان

كتابة - آخر تحديث: ١١:٢٨ ، ٥ أبريل ٢٠٢٠
متى يجب الغسل في رمضان

أهمية الطهارة في العبادات

تُعَدّ الطهارة من الحدثَين شرطاً في العديد من العبادات، كالصلاة، والطواف، وغيرها؛ إذ لا يصحّ أداء هذه العبادات ممّن هو فاقد للطهارة، وهناك العديد من الأسباب التي تُوجِب على المسلم أن يغتسل في رمضان، وفي غيره،[١] فالغسل يُعَدّ واجباً؛ لرَفع الحَدَث المانع لصحّة بعض العبادات، وفيما يأتي توضيح بعض الأمور المُتعلّقة بالغُسل.


متى يجب الغسل في رمضان

يكون الغُسل واجباً عند قيام المسلم أو المسلمة إلى الصلاة، وليس له وقت مُحدَّد غير ذلك،[٢] ويجب الصيام في رمضان على المرأة إذا طهرت من الحيض أو النفاس قبل أذان الفجر، ولا يُشترط منها الغُسل قبل الفجر ليصحّ صيامها، ولا حرج إن أخّرت الغسل بعد الفجر؛ إذ يكون صيامها بذلك صحيحاً، وكذلك في حال الجنابة؛ فصيام الرجل صحيح حتى لو أخّر الغسل بعد أن أجنب، وعلى الرغم من أنّ الغُسل من الحيض، أو النفاس، أو الجنابة لا يؤثّر في صحة الصيام، إلّا أنّ الأصل أن يبادر من طرأ عليه أحد هذه الأمور إلى الغُسل؛ حرصاً على عدم تفويت أداء صلاة الفجر، أو أداء صلاة الجماعة، وفي المقابل إذا طهرت الحائض أو النفاس خلال نهار رمضان، فلا يجب عليها الإمساك، إلّا أنّ عليها أن تغتسل؛ لتُؤدّي الصلاة، وتصوم فيما بعد.[٣][٤]


من أسباب الغُسل في رمضان

تتعدّد الحالات التي تُوجِب الغُسل في رمضان، وبيان ذلك فيما يأتي:

  • الحيض والنفاس: يُعَدّ كلٌّ من الحيض والنفاس من مُوجبات الغُسل في رمضان وفي غيره باتِّفاق الفقهاء؛ بدليل قوله -تعالى-: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّـهُ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)؛[٥] فدلّ ذلك على وجوب تطهُّر المرأة؛ أي اغتسالها، وقد أجمع الفقهاء على وجوبه على النفساء أيضاً.[٦]
  • نزول المني: يُعَدّ خروج المني أحد الأسباب المُوجِبة للغُسل؛ سواءً كان خروجه من ذكر، أو أنثى، بشرط أن يصاحب نزولَه الشعور باللذة بعد إيلاج، أو ملاعبة، أو ما إلى ذلك؛ فإن خرج بدون لذّة لم يُوجِب الغسل؛ نظراً لأنّ المني قد ينزل لمرض، أو ألم، وهذا في حال اليقظة، كما أنّ الغُسل يكون واجباً في حال خروج المني أثناء النوم، الأمر الذي يُسمّى بالاحتلام.[٧]


كيفية الاغتسال

الغُسل نوعان؛ غُسلٌ مُجزِئٌ، وغُسلٌ كامل مُستحَبّ، وفيما يأتي بيانهما:[٨]

  • الغُسل المُجزِئ: يكتفي من أراد الاغتسال بنيّة غُسل الطهارة، ثمّ يسكب الماء على أجزاء جسده جميعها.
  • الغُسل الكامل: يفعل فيه كفِعل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-؛ فينوي الغُسل، ثمّ يغسل يديه ثلاث مرّات، ويغسل فرجَه ويُطهّره من كلّ أذى، ويصبُّ الماء باليد اليُمنى ويغسل باليُسرى، ثمّ يتوضّأ وضوءاً كاملاً، ثمّ يغسل رأسه ثلاث مرّات، وبعدها يصبّ الماء على باقي جسده مُبتدئاً بالجزء الأيمن، ثمّ الأيسر، مع الحرص على عدم الإسراف في الماء، وفي آخر غُسله يغسل قدمَيه، وقد ورد عن ميمونة -رضي الله عنها- قولها في صفة غُسل الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (أَدْنَيْتُ لِرَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ غُسْلَهُ مِنَ الجَنَابَةِ، فَغَسَلَ كَفَّيْهِ مَرَّتَيْنِ، أوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ أدْخَلَ يَدَهُ في الإنَاءِ، ثُمَّ أفْرَغَ به علَى فَرْجِهِ، وغَسَلَهُ بشِمَالِهِ، ثُمَّ ضَرَبَ بشِمَالِهِ الأرْضَ، فَدَلَكَهَا دَلْكًا شَدِيدًا، ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ أفْرَغَ علَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ حَفَنَاتٍ مِلْءَ كَفِّهِ، ثُمَّ غَسَلَ سَائِرَ جَسَدِهِ، ثُمَّ تَنَحَّى عن مَقَامِهِ ذلكَ، فَغَسَلَ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ أتَيْتُهُ بالمِنْدِيلِ فَرَدَّهُ).[٩]


المراجع

  1. عبدالرحمن بن فهد الودعان الدوسري (4/5/2016)، "الطهارة شرط لصحة الصلاة"، الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 1-4-2020. بتصرّف.
  2. "تأخير غسل الجنابة ولو لغير ضرورة لا حرج فيه"، www.islamweb.net، 26-1-2004، اطّلع عليه بتاريخ 30-3-2020. بتصرّف.
  3. محمد التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، صفحة 135، جزء 3. بتصرّف.
  4. ابن باز، الإفهام في شرح عمدة الأحكام ، صفحة 394، جزء 1. بتصرّف.
  5. سورة البقرة، آية: 222.
  6. وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 204، جزء 31. بتصرّف.
  7. عبدالرحمن الجزيري (2003)، الفقه على المذاهب الأربعة (الطبعة الثانية)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 100، جزء 1. بتصرّف.
  8. محمد التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، صفحة 359، جزء 2. بتصرّف.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن ميمونة بنت الحارث، الصفحة أو الرقم: 317، صحيح.
702 مشاهدة