عبد الله بن عبد المطلب
هو والد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولد في العام الحادي والثمانين قبل الهجرة، الموافق للعام خسمئة وأربعة وأربعين ميلادية. والد عبد الله هو عبد المطلب بن هاشم، والذي كان يُسمّى باسم شيبة الحمد، وقد كان من سادات قريش الكبار، أمّا والدته فهي فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، وتلتقي مع عبد المطلب زوجها عند الجد الرابع.
ذكر المؤرّخون أنّ عبد الله هو الابن الأصغر من بين أبناء عبد المطلب، وقد كان له أخوان من أم واحدة هما الزبير بن عبد المطلب، وعبد مناف بن عبد المطلب، وهو أبو طالب عم الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذي دافع عنه إلى آخر نفس من حياته، ووالد الإمام علي بن أبي طالب -عليه السلام-.
جوانب من حياته
كان عبد المطلب قد نذر أنّه إذا رزق بعشرٍ من الولد سوف يُقدم واحداً منهم قرباناً لوجه الله عند الكعبة، وعندما رزق بأبنائه العشرة، أعلن على الملأ نيّته بتنفيذ نذره الذي نذره مسبقاً، ووقع الاختيار على ابنه عبد الله والد الرسول، ولكن عبد الله كان من أحسن أبناء عبد المطلب، ومن أعفهم، وأحبهم إليه أيضاً، وعندما همّ عبد المطلب بذبح ابنه منعته قريش، وأشاروا عليه أن يقترع بينه وبين عشرة إبل، وكان كلّما وقعت القرعة على عبد الله زيد على الإبل عشرة، وعندما وصل عدد الإبل إلى المئة، وقعت القرعة على عبد الله، وهنا فدي عبد الله والد الرسول بمئة من الإبل.
تزوّج عبد الله بن عبد المطلب من السيّدة آمنة بنت وهب بن عبد مناف، والتي كانت تعيش مع عمها وهيب بن عبد مناف، وقد رُوي أن عبد الله والد الرسول كان عفيفاً، مستقيماً على الحنيفية، وقد تعرّضت له يوماً ما امرأة عرضت عليه نفسها، فأبى واستعلى واستعف، فكان موقفه حسبما يُروى كموقف نبيّ الله يوسف الذي خلّده القرآن الذي نزل على ابنه خير الناس أجمعين.
وفاته
كان عبد الله قد خرج من مكة وتوجّه نحو غزة التي تقع في أرض فلسطين في تجارة تحمل أموال قريش وبضائعها، وأثناء عودته من تلك الأرض، مرّت القافلة بالمدينة المنورة، فمرض عبد الله، وبقي في المدينة بين أخواله النجارين على أن يلحق بالقافلة عندما يُشفى من سقمه، وبعد شهر من مكوثه بين بني النجار توفّي وكان عمره حينها خمسةً وعشرين عاماً، وكان قد دفن في الدار المعروفة باسم دار النابغة، وهو أحد رجال بني عدي بن النجار، وعندما توفي عبد الله كانت زوجته آمنة حاملاً برسول الله - صلى الله عليه وسلم- في شهرها الثاني.