محتويات
عقبة بن نافع
حفل التاريخ الإسلامي بذكر سير كثيرٍ من القادة العظام الذين سطروا بجهادهم ملاحم البطولة والفداء في مسيرة الفتوحات الإسلامية التي انطلقت لنشر الإسلام في ربوع المعمورة، ومن بين هؤلاء القادة برز اسم قائدٍ عربي شهير وهو عقبة بن نافع الذي استطاع فتح تونس وبلاد المغرب العربي فكان بطل أفريقيا، وفاتحها الذي لا يشقّ له غبار.
مولد عقبة بن نافع
ولد عقبة بن نافع الفهري الذي ينتسب إلى قريش في سنة 622 للميلاد، وقيل أنه ولد قبل وفاة النبي عليه الصلاة والسلام بسنة أي في العام العاشر للهجرة، والراجح مولده قبل ذلك لأنّه شارك في الفتوحات الإسلامية التي توجّهت إلى مصر.
أول مشاركات عقبة العسكرية
كانت أول مشاركات عقبة الجهادية حينما شارك في معارك الجيوش الإسلامية التي قادها عمرو بن العاص في عهد الفاروق عمر رضي الله عنه، ونتيجة للبطولة النادرة التي أبداها عقبة في المعارك فقد أوكل إليه عمرو بن العاص مهمة فتح بلاد النوبة والسودان، ثمّ لاحقاً شارك عقبة في المعارك الإسلامية التي انطلقت غرباً نحو ليبيا وتونس والجزائر حيث تمكنت تلك الحملات العسكرية من تحرير برقة، حيث أصبح عقبة والياً عليها وقائداً لحاميتها العسكرية.
فتح تونس
لم تتوقف الفتوحات الإسلامية عند حدود برقة، ففي عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه تولى ولاية مصر عبد الله بن سعد بن أبي السرح الذي تولى إعداد الحملات العسكرية التي توجهت غرباً لمواجهة البربر والروم البيزنطيين، حيث كان عقبة أحد قادة تلك الحملات العسكرية التي نجحت في القضاء على حامية البيزنطيين في سبيطلة، وقتل زعيم البربر الموالي للروم جريجوريوس وأسر ابنته.
تأسيس مدينة القيروان
في سنة 50 للهجرة تمكنت الجيوش الإسلامية التي قادها عقبة بن نافع من فتح تونس، وفيها أسس مدينة القيروان التي أصبحت حاضرة الدولة الإسلامية في المغرب العربي، حيث اختارها عقبة لتكون نقطة انطلاق الجيوش الإسلامية لتحرير ما تبقى من بلاد المغرب العربي، وأسس فيها الجامع الكبير المسمى بجامع عقبة.
استكمال الفتوحات الإسلامية
وفي سنة 55 للهجرة عزل الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان عقبة من ولاية إفريقية، وعين مكانه أبو المهاجر دينار، وفي سنة 62 للهجرة خلف يزيد والده معاوية في الحكم وأعاد عقبة إلى ولاية إفريقية، حيث استكمل بعدها الفتوحات الإسلامية في المغرب حتّى وصل إلى المحيط الأطلنطي ومنطقة السوس الأقصى وهو يقول: (اللهم إني أشهدك أني قد بذلت المجهود ولولا هذا البحر لما تركت أرضا حتّى يعبد الله وحده).
استشهاد عقبة بن نافع
استشهد عقبة في سنة 63 للهجرة بعد أن قتله كسيلة بن لمزم أحد قادة الأمازيغ بعد مسيرة حافلة بالبطولات والإنجازات.