مدينة روساريو
تحتلّ مدينة روساريو مكانة عظيمة في الأرجنتين، ويعود ذلك لكونها الموطن الأول للعلم الأرجنتيني، حيث رُفع لأوّل مرّة فيها، كما عُرفت هذه المدينة وذاع صيتها على وجه الخصوص منذ القرن الماضي.
تعود هذه الشهرة لأنها أنجبت أحد الثائرين العالميين وهو تشي جيفارا الذي ولد عام ألف وتسعمئة وثمانية وعشرين للميلاد، والذي يُعدّ أحد أهمّ الشخصيّات في العالم، كما أنجبت أسطورة أخرى في عام ألف وتسعمئة وسبعة وثمانين، وهو لاعب كرة القدم ليونيل ميسي.
الموقع والمساحة
تُعتبر مدينة روساريو الواقعة في دولة الأرجنتين في قارّة أميركا الجنوبيّة، من أكبر المدن التابعة لمحافظة سانتا، وتقع في القسم الشمالي الغربي من عاصمة البلاد مدينة بوينس آيرس، حيث تفصلها عنها مسافة تقدّر بثلاثمئة وعشرة كيلومترات، وهي تقع في الجهة الغربيّة لنهر بارانا.
تحتلّ مدينة روساريو المرتبة الثالثّة في البلاد بتعداد سكّانها، بعد كلّ من مدينة بوينس آيرس، ومدينة كوردوبا، إذ إنّ عدد سكّانها يبلغ مليون ومئتين وستة وسبعين ألف نسمة تقريباً.
أصول السكّان
تعود أصول سكّان مدينة روساريو إلى القارّة الأوروبيّة، إذ ضمّت العديد من الإيطاليّين، والإسبان الذين هاجروا إليها بكثافة، إضافة إلى الألمان وأيضاً الإيرلنديّين، كما يوجد فيها عدد لا بأس به من البرتغاليّين، وأيضاً الفرنسيّين، وهنالك الكرواتيّين، وبعض الإنكليز، إضافة إلى بعض المهاجرين إليها من بلاد الغال.
وفد إلى هذه المدينة في تسعينيّات القرن العشرين بعض الرومانيّين وأيضاً الأوكرانيّين، وذلك بشكل موجةٍ من الهجرات الصغيرة، إضافة إلى بعض المهاجرين من أصول لبنانيّة وأيضاً سوريّة وأرمنيّة.
ملامح المدينة وعمارتها
تشتهر مدينة روساريو بعمارتها المدهشة، حيث نقل المهاجرون إليها وخاصّة الأوروبيّون، ملامح البناء والعمارة في بلادهم، وقد ذكر الصحفي نيكولاس باسيكزنيك مادحاً جمالها، فهي تُشابه عمارة الباروك، أي أنّها إيطاليّة الطراز، حيث تتصف بالعمارة التركيبيّة ذات الطابع التراثي.
يُعتبر مبنى البورصة - والذي تمّ تشييده عام ألف وتسعمئة وتسعة وعشرين - ذا طراز معروف بـ(نيو كلاسيك)، وهو أحد رموز المدينة التجاريّة والماليّة، ويقع بالقرب من مبنى لا أجريكولا الذي تمّ بناؤه عام ألف وتسعمئة وسبعة ميلاديّ.
كما يُعتبر مبنى النّادي الإسباني أحد أهمّ الآثار التاريخيّة القوميّة في المدينة، والذي تمّ بناؤه عام ألف وتسعمئة واثني عشر للميلاد، وقد صمّمه فرانشيسكو روكا آي سيمو، وتمّ افتتاحه يوم ذكرى استقلال البلاد المئوي، ويتميّز هذا البناء بواجهته ذات الأحجام المختلفة. تُعتبر مدينة روساريو مدينة الثقافة بكلّ ما للكلمة من معنى، إذ تضم أربعة وعشرين متحفاً، وثلاثة عشر مسرحاً، إضافة إلى ثمانية مراكزٍ ثقافيّة.
يبقى أن نُشير إلى أنّ هذه المدينة تحمل ألقاباً عديدة، إلاَّ أنّ أشهر تسمية هي شيكاغو الأرجنتينيّة، وتعود هذه التسمية لانتشار الحبوب المخدّرة فيها، إضافة لاستضافتها لرجال المافيا، وكانت مرتعاً للدعارة أيضاً.