قصيدة الوقوف على قدم واحدة
كادت تقول لي من أنت
العقرب الأسود كان يلدغ الشمس
عيناه الشّهيتان تلمعان
أأنت
لكنّى رددت باب وجهى واستكنت
عرفت أنّها
تنسى حزام خصرها
فى العربات الفارهة
أسقط فى أنياب اللحظات الدنسة
أتشاغل بالرشفة من كوب الصمت المكسور
بمطاردة فراش الوهم المخمور
أتلاشى فى الخيط الواهن
ما بين شروع الخنجر والرقبة
ما بين القدم العاربة وبين الصحراء الملتهبة
ما بين الطلقة والعصفور والعصفور
يهتزّ قرطها الطويل
يراقص ارتعاش ظلّه
على تلفّتات العنق الجميل
وعندما تلفظ بذر الفاكهة
وتطفىء التبغة فى المنفضة العتيقة الطراز
تقول عيناها استرح
قصيدة استريحي
استريحي
ليس للدور بقيّة
انتهت كلّ فصول المسرحيّة
فامسحي زيف المساحيق
و لا ترتدي تلك المسوح المرميّة
و اكشفي البسمة عمّا تحتها
من حنين واشتهاء و خطيّة
كنت يوما فتنة قدسّتها
كنت يوما
ظمأ القلب وريّه
و بكى قلبك حزنا
فغدا دمعة حمراء
بين الرئتين
و أنا قلبي منديل هوى
جففت عيناك فيه دمعتين
و محت فيه طلاء الشّفتين
و لوته
في ارتعاشات اليدين
كان ماضيك جدار فاصلا بيننا
كان ضلالا شبحيّه
فاستريحي
ليس للدور بقيّة
أينما نحن جلسنا
ارتسمت صورة الآخر في الركن القصيّ
كنت تخشين من اللّمسة
أن تمحي لمسته في راحتي
و أحاديثك في الهمس معي
إنّما كانت إليه
لا إليّ
فاستريحي
لم يبق سوى حيرة السير على المفترق
كيف أقصيك عن النار
و في صدرك الرغبة أن تحتلاقي
كيف أدنيك من النهر
و في قلبك الخوف و ذكرى الغارق
أنا أحببتك حقّا
إنّما لست أدري
أنا أم أنت الضحيّة
فاستريحي ليس للدور بقيّة