مسجد قباء
يُشتهر مسجد قباء الموجود في المدينة المنورة بأنه أول مسجد بُني في العهد الإسلامي، وعلى الرغم من كون الكعبة المشرفة هي أول بيت بني لعبادة الله تعالى على الأرض على يد رسوله وعبده إبراهيم عليه السلام، إلا أنّ مسجد قباء أول مكان خُصّص لعبادة الله عز وجل والصلاة فيه بعد بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام، وهجرته إلى المدينة المنورة على يد الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام والصحابة الكرام.
تسمية مسجد قباء
يعود سبب تسمية مسجد قباء بهذا الاسم نظراً إلى قربه من إحدى آبار بني عمرو بن عوف والتي تحمل اسم قباء، حيث أمر الرسول ببناء المسجد في تلك المنطقة عند مروره بديارهم وهو متوجه نحو المدينة المنورة.
موقع مسجد قباء
يقع مسجد قباء في الجانب الجنوبيّ الغربي للمدينة المنورة، في البقعة التي اختارها الرسول محمد عليه الصلاة والسلام لتكون مكان بناء المصلى بعد وصوله إلى المدينة المنورة، كما يقع مسجد قباء على مقربة من المسجد النبوي حيث تفصل بينهما مسافة تبلغ 3.5 كلم فقط، وهي ما يعادل 30 دقيقة من المشي.
فضل مسجد قباء
للصلاة في مسجد قباء فضل وأجر عظيم، حيث أشار النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام إلى أنّ من يخرج من بيته طاهراً ومتوضئاً بنية الصلاة في مسجد قباء تُحسب له صلاته في هذا المسجد بأجر عمرة إلى بيت الله الحرام.
توسعة مسجد قباء
كان وما زال لمسجد قباء شأن عظيم لدى المسلمين من عهد الرسول عليه السلام والخلفاء الذين تبعوه، وحتى زمن الحكام الحاليين لمنطقة المدينة المنورة، حيث خضع مسجد القباء للتجديد أول مرة في عهد الخليفة الثالث للمسلمين عثمان بن عفان، وبقي على حاله إلى أن جُدّد في المرة الثانية في فترة خلافة الملك الوليد بن عبد الملك تحت إشراف عمر بن عبد العزيز، كما تعرّض المسجد للتوسعة والتجديد المتكرّر في عهد كل من السلطان قايتباي والسلطان محمود الثاني والسلطان عبد المجيد الأول، أمّا التوسعة الأكبر حجماً فقد حدثت في عهد الملك السعودي فهد بن عبد العزيز آل السعود، والتي بدأت في سنة 1405 للهجرة وتم الانتهاء منها في سنة 1407 للهجرة، حيث بلغت مساحة المصلى بعد هذه التوسعة 5 آلاف متر مربع بحيث يتسع ل20 ألف مصلٍّ، أما المساحة العامة لمسجد قباء بمرافقه وباقي غرفه فبلغت 13.5 متراً مربّعاً، كما يخضع المسجد حالياً للتوسعة مرة أخرى لتصبح سعته للمصلين ما يقارب ال55 ألف مصلٍّ.