محتويات
الدعوة إلى الله تعالى
تعد الدعوة إلى دين الله تعالى من الواجبات على كل مسلمٍ حسب موقعه وقدرته، فالدعوة إليه عز وجل تعني طلب العباد لعبادة الله وحده، فقد خلق الله تعالى البشر لعبادته وإعمار الأرض، فقد قال الله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ* مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ* إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) [الذاريات: 56-58]، وسيكون هناك يومٌ للحساب، فإنْ كان العبد على طريق الخير كافأه الله تعالى بالتنعّم بنعيم الجنة وإن كان على طريق الضلال عاقبه الله تعالى بعذاب جهنم، وقد أودع الله تعالى بعض الصفات والميزات عند بعض الناس ليؤثروا في الناس أثناء دعوتهم ويقرّبون قلوبهم من الدين، فما هي صفات الداعية التي تؤثر بالناس؟
صفات الداعية الناجح والمؤثر
الصدق
لا بد من أن يكون الداعية مخلصاً في دعوته لله تعالى لا يريد منها اكتساب السمعة وثناء الناس، وإنّما رضا الله تعالى فقط، وبذلك يوفقه عز وجل لعمله ويجعل كلمته تمس القلوب.
الصدق مع الله تعالى
فعندما يكون الداعية صادقاً مع الله تعالى فإنّه يسير في دعوته بكل عزيمةٍ ونشاطٍ بعيداً عن الكسل والإحباط والتراجع، فيرزقه الله تعالى الثمار الطيبة وقبول الناس له.
الصبر
قد يواجه الداعية الكثير من المصاعب أثناء دعوته، فهناك من يرفض دعوته ويحاربها، ويجب عليه الصبر والتأني والتأسي بصفات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والابتعاد عن الغضب أو الإكراه في الدين، وإنما عليه التحلي بالهدوء واللين واستخدام الحجج والبراهين المناسبة للموقف، وفي النهاية ليس عليه سوى التبليغ والله يهدي من يشاء.
العِلم
ليكون الداعية ناجحاً يجب أن يمتلك المعلومات في الدين التي تفيده وتجعله قوياً قادراً على محاورة الجميع وإقناعهم بالحجج والبراهين المناسبة، ولا بد من أن يكون مطلعاً على ما يحدث في البيئة المحيطة به وما وصل إليه العِلم من التطور ليرفق ذلك في دعوته، كما أنّ العِلم في أساليب الحوار والمناقشة تزيد تأثيره في الآخرين من خلال اختيار الأسلوب المناسب فبعض الأشخاص يقتنعون باللين والترغيب والبعض يخاف ويؤتي أسلوب الترهيب ثماره معه، كما أنّ البعض يقتنع بما يراه ويشاهده أمامه فيستخدم الداعية صوراً من إعجاز الله في الكون مثلاً لإقناعه.
القدوة الحسنة
عندما يكون الشخص داعية فإنّ الناس يراقبونه بشيءٍ من التفصيل، لذلك يجب أن يكون قدوةً حسنةً في جميع جوانب حياته فلا يأتي بخلقٍ قد نهى عنه، ويجب أن يتصف بالأخلاق الحسنة، مثل: الصدق، والعدل، والشجاعة، والقناعة، وغيرها من الأخلاق الحسنة.