شفاء القرآن لما في الصدور
أنزل الله القرآن على نبيه محمدٍ، ووضع فيه عدّة أوصافٍ تدل على فضله وعظمته لو أخذ الإنسان بما فيه، ومن الأوصاف الواردة أنّه شفاءٌ لما في الصدور، وقد بيّن الله تلك الصفة في ثلاثة مواضع في القرآن، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ)،[١] ولم يحصر الله الشفاء في مجالٍ معيّنٍ؛ لأنّ الآيات جاءت بصيغة النكرة في مجال الإثبات، والتي تدلّ على العموم، فالقرآن شفاءٌ لجميع المجالات؛ ومنها أنّه شفاءٌ لما في الصدور، والقلوب التي تستفيد من القرآن هي القلوب الحيّة العامرة بطاعة الله، ومعنى ذلك: أنّه شفاءٌ للقلوب، وهي أصعب الأمراض؛ لأنّ القلب مستودع الأفكار والأخلاق، فهو شفاءٌ من الجهل بالعلم بالله وآياته وصفاته، وشفاءٌ من الجهل بالغاية من خلق الكون والإنسان، وشفاءٌ للقلب من الشك بالتذكير باليوم الآخر وما فيه، وشفاءٌ للقلب من البخل وعدم الإنفاق بقراءة آيات الصدقة وفضل الجود، وشفاءٌ للإنسان من المعاصي بتذكيره بالآيات التي تُحذّر من العقاب والوعيد يوم القيامة.[٢]
حكم فتح عيادات للاستشفاء بالقرآن
أجاز الإسلام للمُسلم التداوي بالقرآن، وجعله الدواء النافع والتام لجميع الأمراض البدنية والقلبية، وحريٌّ بالمؤمن التداوي به قبل أيّ شيءٍ آخرٍ، فيقرأه المريض على نفسه، أو يطلب من غيره أن يقرأه عليه، وأمّا فتح عياداتٍ خاصةٍ للاستشفاء بالقرآن؛ فلا ضرورة لها في الأصل؛ فكل مؤمنٍ مُؤهلٍ لقراءة القرآن على نفسه.[٣]
فضل قراءة القرآن
ذكر الإسلام الكثير من الفضائل لقارئ القرآن، منها:[٤]
- يشفع القرآن لصاحبه يوم القيامة.
- يُرتب الله على تلاوته الكثير من الأجر والثواب، فقد ورد عن النبي -عليه السلام- أن كلّ حرفٍ بعشر حسناتٍ، كما أنّ الله يرفع قارئ القرآن يوم القيامة مع السفرة الكرام البررة.
- جُعل القرآن نوراً وشفاءً لمن يتلوه ويقرأه.
المراجع
- ↑ سورة يونس، آية: 57.
- ↑ "من أوصاف القرآن: {وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ} "، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-4-2019. بتصرّف.
- ↑ "حكم التداوي بالقرآن وفتح عيادات لذلك"، fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-4-2019. بتصرّف.
- ↑ أمين بن عبد الله الشقاوي (12/9/2007 )، "فضل القرآن وقراءته"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-4-2019. بتصرّف.