شهوات النفس الإنسانية
يصارع الإنسان خلال مراحل حياته المختلفة بعض الشهوات الإنسانية، ولا شك أنّ كبح جماح هذه الشهوات يشكل تحدٍ للإنسان الذي يطمح إلى المثالية والكمال في حياته، لذا جاءت الشرائع السماوية التي أنزلها الله سبحانه وتعالى على أنبيائه لتهذب النفس الإنسانية، وتحصينها من الوقوع في الفواحش والذنوب، ومن بين تلك الشرائع الشريعة الإسلامية الخاتمة التي وضعت منهجاً كاملاً شاملاً لجميع جوانب الحياة الإنسانية ومنها الجانب الأخلاقي.
كيف يتغلب الإنسان على شهوات النفس
- التسلح بالإيمان الذي يعينه على التغلب على الشهوات، فالإيمان هو قوّة خفية تزيد بالعمل الصالح والعبادات، وتقل مع الذنوب والخطايا والغفلة عن منهج الله، والإيمان حصن وحرز مكين لمن تسلح به، حيث يعينه على التغلب على شهوات نفسه ونزواتها.
- الاستقامة على منهج الله ولزوم شريعته، فأنزل الله سبحانه وتعالى على نبيه محمد عليه الصلاة والسلام منهجاً قويماً يضمن لمن التزم به حياة الاستقامة في الدنيا، ومن أهم دعائم هذا المنهج كتاب الله تعالى وسنة نبيه الكريم التي تدعو إلى الخير والفضيلة والمعروف، وتنهى عن الفحشاء والمنكر، وتعين المسلم على تبيان طريقه في الحياة، والتغلب على شهوات نفسه، قال تعالى: (إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) [الإسراء: 9].
- الحرص على صيام النافلة، فالصيام يكسر حدة الشهوة الجنسية لدى الشباب، ويشكل وقاية للنفس من الوقوع في الفاحشة.
- اجتناب رفقة السوء، ومجالس المنكر، فالنفس الإنسانية ومهما بلغت من التقوى والإيمان تكون ضعيفة أمام الشهوات والمغريات في الحياة، وإنّ على المسلم أن يجتنب أماكن الفتنة لما تحفل به من المغريات التي قد تزل الأقدام بسببها، واجتناب رفقة السوء الذي يزينون المنكر في أعين الناس، ويحثون الإنسان على اقتراف الشهوات التي لا تحل له.
- الذكر وقراءة القرآن الكريم، فالنفس إن لم تشغلها بالذكر والعبادة والطاعة شغلت بالتفكير في شهوات النفس، كما أنّ الذكر وقراءة القرآن الكريم يبقي الإنسان في صلة دائمة مع ربه عز وجل، وما تتضمنه تلك الصلة من استشعار اللذة بقرب الله تغني عن ملذات الحياة وشهواتها.
- الحرص على الانشغال بالأمور المباحة في الحياة، والعمل المنتج، فالفراغ من أكثر الأسباب التي تدعو الإنسان إلى قضاء شهواته، بينما يصرف العمل عن النفس التفكير في الشهوات والمتع.
- قراءة الكتب النافعة، فالكتاب خير صديق للإنسان يعينه على التغلب على شهوات نفسه حينما يستشعر معاني الأنس والتشويق في القراءة والمطالعة فيشغله ذلك عن التفكر في شهوات نفسه.