لقد كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو آخر الأنبياء والمرسلين فكان مبعوثاً من الله عز وجل للناس أجمعين من زمانه وحتى قيام الساعة ولذلك كرّمه الله عز وجل بالعديد من المعجزات الدالة على صدق نبوته والمعجزات الأخرى كرامة لأمته وتحذيراً لها، فقد كان ممّا اشتهر به النبي صلى الله عليه وسلم هو أنّه أخبر بالعديد من الأمور التي ستحدث في المستقبل فمنها ما قد حصل في زمانه أو بعد وفاته، ومنها ما يحصل حالياً ومنها ما ننتظر حصوله، ومن المهم جداً معرفة أنّ الأمور الغيبية التي نبئ بها النبي صلى الله عليه وسلم لم تأتِ من معرفته بالغيب وإنما بوحيٍ من الله عز وجل فقد أطلعه على بعض الأمور التي ستحدث في المستقبل.
ومن بعض الأمور التي حدث بها النبي صلى الله عليه وسلم من الغيبيات التي وقعت في زمانه مصارع كفار قريش قبل معركة بدر والأماكن التي سيقتلون فيها وهذا ما وجده الصحابة رضوان الله عليهم بعد انتهاء المعركة، وإخباره صلى الله عليه وسلم بوقائع معركة مؤتة من المدينة المنورة في وقت حدوثها بدقة متناهية.
أمّا في المستقبل فقد خبر الرسول صلى الله عليه وسلم بالعديد من الأمور التي ستحدث بعد وفاته والتي قام العديد من العلماء بجمعها وترتيبها كابن كثير في كتاب البداية والنهاية والبيهقي في كتاب دلائل النبوة، ومن الأحداث التي خبّر بها صلى الله عليه وسلم وحدثت بالفعل فتح مصر والفتوح الإسلامية وامتداد رقعة المسلمين فقد قال صلى الله عليه وسلم :" والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون".
أمّا بعض الأحداث الواقعة في زماننا الحالي أو التي ستقع في المستقبل والتي خبر بها النبي صلى الله عليه وسلم هي تكالب الأمم على المسلمين وضعف هذه الأمة وتفككها كما هو واقع في أيامنا هذه، والفواحش التي ستظهر في الأمة والمنكرات والتي تعد أحد علامات الساعة الصغرى.، فتعد علامات الساعة الصغرى منها والكبرى أحد أهم وأشهر الأحداث التي حدث فيها النبي صلى الله عليه وسلم.
أمّا العلامات الصغرى فهي كثيرة ومنها ما وقع بالفعل أما الكبرى فهي عشرة علامات ولم يحدث منها أي واحدة بعد وهي الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول المسيح عيسى بن مريم عليه وسلم وظهور يأجوج ومأجوج والخسوف الثلاثة والنار التي تخرج من اليمن وتطرد الناس إلى محشرهم، أمّا آخر الأحداث التي نبئ بها الرسول صلى الله عليه وسلم والتي ننتظرها ويعد الإيمان بها من أركان الإيمان هي يوم القيامة والأحداث التي ستحصل فيه ونعيم أهل الجنة وأهل النار.