حكم الذكر الجماعي
يُقصد بالذّكر الجماعي هو ما يُردّده المُجتمعون من ذكر الله -عزّ وجلّ- بصوتٍ واحدٍ، بحيث يوافق بعضهم بعضاً في ترديد كلماته،[١] وقد اختلفت آراء أهل العلم في الحكم الشرعيّ في الذكر الجماعي بين مُجيزٍ ومانعٍ، وبيان هذه المسألة فيما يأتي:
رأي الجواز
ذهبت جماعةٌ من أهل العلم إلى أنّ الاجتماع على الطاعة أمرٌ مشروعٌ، وإنّ الدعاء بالجماعة لا بأس به، والشريعة الإسلاميّة تحثّ على الاجتماع على الطاعة والقيام بالشعائر في جماعةٍ، وأصل ذلك مشروعٌ كما في فضل صلاة الجماعة، والاجتماع على الصيام في شهر رمضان، والحجّ يؤدّي المسلمون مناسكه مجتمعين وهكذا، والاجتماع على الدّعاء جزءٌ من الاجتماع على الطاعة،[٢] ومن أهل العلم الذين قالوا بمشروعيّة الذكر الجماعي متأخّري الشافعيّة والحنابلة والصوفيّة، واستندوا إلى الأحاديث النبويّة التي جاء فيها الترغيب في الاجتماع على الذّكر وحلقاته، بل ذهب الشربيني من فقهاء الشافعيّة إلى أنّه لا بأس بأن يقرأ بعضُ المجتمعين للذكر جزءاً، ثم يقرأ الآخرون جزءاً آخراً، ولا حرج كذلك من ترديد الآية بغرض التّدبر، ويرى الإمام النوويّ أنّ الذّكر الجماعي مُستحبٌّ، والبُهُوتي من فقهاء الحنابلة أجاز أنْ يُقرأ القران أو الدّعاء أو الذّكر بصوتٍ واحدٍ.[١]
رأي المنع
ذهبت طائفةٌ من أهل العلم إلى عدم جواز الذّكر الجماعيّ، وأنّه بدعةٌ في الدّين ولا أصل يسندها في الشّرع، وذهب ابن باز -رحمه الله- إلى صفّ المانعين، واستند في ذلك إلى أنّ العبادات والشعائر توقيفيّةٌ، فلا يصحّ أنْ يُفعل منها شيءٌ إلّا على النّحو الذي جاء به الشرع، واحتجّ القائلون ببدعة الذكر الجماعي إلى حديث النبيّ -عليه الصلاة والسلام- إذ يقول: (من عملَ عملاً ليسَ عليهِ أمرُنا فهو ردٌّ)،[٣] وأجازه ابن باز بحالٍ كان ذلك من باب تعليم الأطفال؛ بحيث يقرؤون جميعاً بهدف الدّربة والمِران.[٤]
المراجع
- ^ أ ب خالد الرفاعي (7-5-2012)، "الذكر الجماعي"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 31-1-2019. بتصرّف.
- ↑ "ضوابط الذكر الجماعي"، www.fatwa.islamonline.net، اطّلع عليه بتاريخ 31-1-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه الإمام مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1718، صحيح.
- ↑ ابن باز، "حكم الذكر الجماعي والقراءة الجماعية للقرآن"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 31-1-2019. بتصرّف.