الذّكاء
لم يستطع العلماء إلى غايةِ الآن التَوصل إلى مفهومٍ مُحدد للذكاء، إلّا أنّه يُمكنُ إيجازه بأنّه القُدرة على التَميّز عن المُحيطين، وقدرة الفرد على التعبير عن قُدراته ونبوغه في مجالٍ مُعين عن طريقِ التّفكير النَيّر، أو مجموعةٍ من النّشاطات الحَرَكية، أو الإبداع، والابتكار، والاختراع في مجالات الحياة المختلفة.
يُمكنُ وصف الذكاء بأنّهُ مدى قُدرة الفرد على الانسجام، واستيعاب، وفهم ما يدور حوله بَدنياً وعَقلياً، والتَّكيف معه، والتأقلم مع كافةِ مجالات الحياة والتَّميز فيها، كما عرّفه بعض العلماء بأنّه عبارةٌ عن إمكانية الشّخص تَسخيرَ كلِّ ما هو موجودٌ لِوضعِ حلٍّ لِمشكلةٍ ما، أو هو القدرة على تجاوزِ تَحدياتٍ تَقِفُ عَائقاً في وجه الشَّخص.
أنواع الذّكاء
- الذّكاء اللغوي: وهذا النّوع من الذّكاء يَمنح الشّخص القدرة على كشف قُدرته وإبداعه في فنون الكتابة، والخطابة، والحديث، ويمتاز هذا الشخص بقدرته على اكتساب الُّلغات الأخرى غير لُغته الأم أكثر من غيره.
- الذّكاء المنطقي: ويطلق عليه أيضاً الذّكاء الرّياضي، وهو امتلاك الشّخص مهاراتٍ فوق مهاراتِ غيره في حلّ المُشكلات، والمسائل المنطقية، والمعادلات الرّياضية، ويمتلك القدرة على حلّ المُشكلات العلمية وفهمها.
- الذّكاء الموسيقي: من أشهر الشّخصيات التي امتازت بالذّكاء الموسيقي بيتهوفن؛ حيثُ يَمنح هذا النّوع من الذّكاء صاحبه القدرة على الأداء الموسيقي بمهارة، وكذلك تأليف الموسيقى، وقدرة أكبر على استيعاب الموسيقى وتقديرها.
- الذّكاء الفراغي: يفتح هذا النوع من الذّكاء أمام صاحبه أُفقاً تُمكّنه من التّعرف وتمييز الأنماط والأشكال المُختلفة؛ أي يُصبح يمنح صاحبه القُدرة على استيعاب المُشكلات البَصرية بشكلٍ أكبر، وحلها بجدارة.
- الذّكاء العاطفي: ويطلق عليه أيضاً الذّكاء الاجتماعي، وهو مدى قدرةِ الفرد على استيعاب العلاقات الاجتماعية، وفَهمِ شخصياتها وتحليلها، وإدراك رغبات من حوله ودوافعهم؛ مما يجعله أكثر تعاوناً مع غيره، وتفاعلاً مع مجتمعه.
- الذّكاء الصّناعي: هو ذاته الذّكاء الاصطناعي؛ وهو أحد فروعِ علم الحاسوب، ويطلق هذا النوع كصفةٍ على البرامج الحاسوبية، ويضفي عليها صفات وسلوكيات تمنحها القدرة على محاكاةِ القدراتِ الذهنيةِ البشريةِ، وجميع أشكالِ وأنماطِ عملها، ويمتاز هذا النّوع من الذّكاء بإضافةَ خواصٍ لهذه البرامج ومنها:
- إمكانيةِ التعلم.
- القدرةُ على الاستنتاج.
- خلقُ رد فعلٍ على أوضاعٍ غيرَ مبرمجةٍ عليها.
- الذّكاء الشّخصي: ويمكن تسميته أيضاً بالذّكاء الدّاخلي، أي الذي يجعل من الشّخص قادراً على استيعاب قدراته، الأمر الذي يجعله قادراً في السّيطرة على مشاعره، وتقدير أفكاره؛ فيكون ناتج ذلك تنظيمُ أمور وشؤون حياته بنجاح.
شروط الذّكاء
- المُثابرة والاجتهاد.
- الصّبر وعدم الاندفاع.
- الإنصات والاستماع بِتفهّم.
- طرحُ الأسئلة.
- سهولةُ الّتعليم، ومرونة التّفكير.
- الاطلاع للوصول إلى المعلومات.
- الاستفادة من الخبرات.
- القدرةُ العاليةُ على التعبير بدقةٍ ووضوح التفكير.
- القدرةُ على الإبداع، وإطلاق العنان للخيال.
- الحماس.
- روحُ المرح.
- المُخاطرة المَحسوبة.
- التَّفكير الجماعي.
قياس الذّكاء
تتفاوت نسبة الذّكاءِ من شخصٍ إلى آخر، إلّا أنّ نسبةَ الذّكاء المتوسطة هي أكثرُ درجات الذّكاء انتشاراً، بينما يُشكّل أصحاب الذَّكاء المُرتفع الدرجةَ الأقلّ انتشاراً، أمّا الأقل فهم أصحابُ درجاتِ الذّكاءِ المتدنية.
عَمِدَ العلماءُ إلى وضعِ امتحاناتٍ لقياس نسبةِ الذّكاء، وكان ذلك في عام 1905م؛ حيث تمّ تطوير أولِ امتحانِ ذكاء على يد عالم النّفس الفرنسي ألفريد بينيت، وسمّي الامتحان اختصاراً بـ (IQ) اختصاراً للكلمة الإنجليزية Intelligence Quiz، وهو عبارةٌ عن اختبارٍ يقيس مدى القُدرات الذِّهنية لدى الأشخاص في مرحلةِ الطّفولة. أوّل مرة أجري هذا الامتحان كان في عام 1917، ويهدف هذا النّوع من الاختبارات إلى قياسِ نسبة ذكاء الطّفل ومستواه، وتحديد الأشخاص أصحاب الذّكاء المتدني، والذين يحتاجون إلى مُساعدةٍ من نوع خاص.