العبادة
من نعم الله الكثيرة على عباده أن جعل لهم من العبادات طريقة للتقرّب إليه، وفتح لهم الكثير من أبواب الطاعة، ففرض على عباده عدداً من الطاعات والفروض، وجعل الآخر منها سنناً ونوافل يستحبٌّ فعلها لكل قادر، ومما لا شكَّ فيه، أنّ الله عز وجل قد فرض على خلقه جميعاً إقامة الصلوات الخمس اليومية، وحثّ على الالتزام بها، فالصلاة عماد الدين، وقوام طهارة النفس، فإن استعان بها كانت خير سبيل لنجاحه ونيله رضا الله تعالى، وإن تركها ساءت دنياه وابتلي في حياته وآخرته، وقد ورد الحضّ على الصلاة في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، مثل قوله تعالى في سورة البقرة (43): "وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ"، كما أمر فيها نبيُّ الله محمد عليه أفضل الصلاة والسّلام، فوردت له أحاديث ٌكثيرةٌ تأمر الناس بالحفاظ عليه، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ".
فضل صلاة الليل
تعتبر صلاة اللّيل من النوافل المستحبّة لدى الله عز وجل، والتي تحظى بمكانة خاصة بين غيرها من النوافل والصلوات المستحبّة، لهذا على المسلم أن يطمع من رحمة الله وأن يتقرّب إليه بالحرص على أداء صلاة الليل وغيرها من النوافل التي ترفع بصاحبها إلى درجة أحباب الله.
ثواب صلاة الليل
لصلاة الليل فضل كثير من الله عز وجل على عبده الإنسان، فالآيات القرآنية والأحاديث النبوية الدّالة على هذا الفضل كثيرة، وتأكيداً لهذا القول، كان النبي عليه الصلاة والسلام في كثير من الأحيان يقوم بصلاة الليل، قال صلى الله عليه وسلم: "يا أيُّها النَّاس أفشوا السَّلام، وأطعموا الطَّعام، وصلوا الأرحام، وصلُّوا باللَّيل والنَّاس نيام، تدخلوا الجنَّة بسلام"، فصلاة الليل ترفع الإنسان المحافظ عليها إلى ينابيع النور الإلهي، وهي العبادة التي تكسب صاحبها جلالاً ونوراً وحكمةً وشرفاً من الله، كما أنّها تجلب لصاحبها الرزق الواسع وتحجبه عن شرور الحياة الدنيا ومفاسدها، لكن الحصول على جزيل هذا الثواب لا بدّ أن يختلف من شخص إلى آخر، بناءً على درجة اهتمامه بأداء هذه الصلاة، ومواظبته عليها بشكل مستمرّ وغير متقطّع، إضافة إلى مقدار خشوعه فيها.
فوائد صلاة الليل
- تُكسب صلاة الليل صاحبها رضوان الله ومحبته.
- تَمنح صلاة الليل صاحبها صحةً وسلامةً في البدن والنفس.
- تُعطي صلاة الليل صاحبها الثواب العظيم، حيث يكتب عند الله تعالى أنّه من الذاكرين.
- تغفر صلاة الليل لصاحبها الكثير من ذنوبه.