محتويات
فضل سُنّة الظهر
حرص النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على أداء السُّنَن الرواتب للصلوات المفروضة، ومنها سُنّة صلاة الظهر؛ إذ ورد في سُنّة الظهر الراتبة، وغير الراتبة، الحديث الذي ورد عن أم المؤمنين أم حبيبة -رضي الله عنها- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (مَنْ صلَّى أربعًا ، قبلَ الظُّهرِ ، وأربعًا بعدها ، لم تَمسَّه النَّارُ)،[١] وممّا ورد في فضل سُنّة الظهر القبليّة قول عبدالله بن السائب: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان يصلي أربعًا بعد أن تزولَ الشمسُ قبلَ الظهرِ وقال: إنها ساعةٌ تُفتح فيها أبوابُ السماءِ، وأُحبُّ أن يصعَد لي فيها عملٌ صالحٌ).[٢][٣]
عدد ركعات سُنّة صلاة الظهر
عدد ركعات سُنّة الظهر القَبليّة
تعدّدت أقوال العلماء وآراؤهم في عدد ركعات سُنّة الظهر القَبليّة، وبيانها فيما يأتي:
- جمهور الفقهاء: ذهب أصحاب هذا الرأي من الشافعية، والحنابلة، والمالكيّة إلى أنّ عدد ركعات سُنّة الظهر القَبلية ركعتان؛ فالسنّة عند الشافعية ركعتان مُؤكَّدتان، تزيد عليهما ركعتان غير مُؤكَّدتَين، فتُصبحان بذلك أربع ركعات؛ اثنتَين مُؤكّدتَين، واثنتَين غير مُؤكَّدتَين،[٤] وذهب الحنابلة إلى أنّ السنّة القَبليّة اثنتان راتبتان، وأربع غير راتبات،[٥] وعند مالك ركعتان لتحصيل الندب، إلّا أنّ الأَولى عندهم أن يُصلّي المسلم السنّة القَبليّة أربع ركعات، واستدلّوا على ذلك بالحديث الذي ورد عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنه- قال: (حَفِظْتُ مِنَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَشْرَ رَكَعَاتٍ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا).[٦]
- الحنفية: ذهبوا إلى أنّ عدد ركعات سُنّة الظهر القَبليّة أربع ركعات، واستدلّوا على ذلك بما ورد عن عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها- عندما سُئِلت عن صلاة التطوُّع التي كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يُؤدّيها، إذ قالت: (كانَ يُصَلِّي في بَيْتي قَبْلَ الظُّهْرِ أَرْبَعًا، ثُمَّ يَخْرُجُ فيُصَلِّي بالنَّاسِ، ثُمَّ يَدْخُلُ فيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ).[٨][٩]
عدد ركعات سُنّة الظهر البَعديّة
تعدّدت آراء فقهاء المذاهب الأربعة في عدد ركعات سُنّة الظهر البَعديّة، وبيانها فيما يأتي:
- الحنفيّة: ذهبوا إلى أنّ سُنّة الظهر البَعديّة ركعتان، ومَن أراد أن يُصلّيها أربعة فله ذلك؛ فالركعتان الأخيرتان غير مُؤكَّدتَين.[١٠]
- المالكية: قالوا إنّ الندب يتحقّق بأن يُصلّي المسلم السنّة البَعديّة ركعتَين، والأَولى أن يُصلّيها أربع ركعات؛ لحديث عبدالله بن عمر الذي ذُكِر سابقاً. [٧]
- الشافعية: ذهبوا إلى أنّ السنّة البَعديّة للظهر ركعتان، والأكمل أن يُصلّيها أربع ركعات؛ لورود ذلك عن فِعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام- الذي رواه عاصم بن ضمرة، قال: (ويصلِّي قَبلَ الظُّهرِ أربعًا وبعدَها ثِنتينِ)،[١١][١٢] فأوّل ركعتَين هما المُؤكَّدتان، امّا الركعتان الأخيرتان فهما غير مُؤكَّدتَين.[١٣]
- الحنابلة: قالوا إنّ السنّة البَعديّة ركعتان راتبتان، وأربع ركعات غير راتبة.[١٤]
وقت أداء سُنّة الظهر
يبدأ وقت صلاة سُنّة الظهر القَبليّة منذ لحظة دخول وقت صلاة الظهر، حتى وإن كانت صلاة الظهر مجموعةً جمعَ تقديم، وإن أخّرها المُصلّي إلى ما بعد أداء الفرض جاز ذلك، أمّا وقت صلاة السنّة البَعديّة فهو يبدأ بعد أداء فَرض الظهر، وإن صلّاها قَبل الفرض لم يجز له ذلك.[١٥]
المراجع
- ↑ رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أم حبيبة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1816، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبدالله بن السائب، الصفحة أو الرقم: صحيح، 478.
- ↑ صلاح عامر قمصان (26-5-2018)، "بيان السنن الرواتب وفضلها "، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-5-2020. بتصرّف.
- ↑ سليمان بن محمد بن عمر البُجَيْرَمِيّ (1950)، حاشية البجيرمي على شرح المنهج، -: مطبعة الحلبي، صفحة 276، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ منصور بن يونس بن صلاح الدين البهوتي الحنبلي (1993)، كتاب شرح منتهى الإرادات، دقائق أولي النهى لشرح المنتهى (الطبعة الأولى)، -: عالم الكتب، صفحة 243، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1180، صحيح.
- ^ أ ب كوكب عبيد (1986)، فقه العبادات على المذهب المالكي (الطبعة الأولى)، دمشق: مطبعة الإنشاء، صفحة 193. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 730، صحيح.
- ↑ بدر الدين العيني (2007)، منحة السلوك في شرح تحفة الملوك (الطبعة الأولى)، قطر: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، صفحة 144. بتصرّف.
- ↑ محمد أمين بن عمر بن عبدالعزيز عابدين الدمشقي الحنفي (1992)، كتاب الدر المختار وحاشية ابن عابدين (الطبعة الثانية)، بيروت: دار الفكر، صفحة 13، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عاصم بن ضمرة، الصفحة أو الرقم: 873، حسن.
- ↑ أحمد بن محمد بن علي الأنصاري (2009)، كفاية النبيه في شرح التنبيه (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 305، جزء 3. بتصرّف.
- ↑ سليمان بن محمد بن عمر البُجَيْرَمِيّ المصري الشافعي (1950)، حاشية البجيرمي على شرح المنهج، التجريد لنفع العبيد، -: مطبعة الحلبي، صفحة 275، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ منصور بن يونس بن صلاح الدين البهوتي (1993)، كتاب شرح منتهى الإرادات، دقائق أولي النهى لشرح المنتهى، -: عالم الكتب، صفحة 243، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ سعيد باعشن (2004)، شرح المقدمة الحضرمية المسمى بشرى الكريم بشرح مسائل التعليم (الطبعة الأولى)، جدة: دار المنهاج، صفحة 315، جزء 1. بتصرّف.