شكر الله
أنعم الله سبحانه وتعالى على عباده بكثيرٍ من النّعم الظّاهرة والباطنة، وقد كان شكر الله على هذه النّعم من متطلّبات الإيمان الحقّ والعبوديّة الخالصة لله، قال تعالى (واشكروا لله إن كنتم إيّاه تعبدون)، وقد رتّب الله سبحانه وتعالى على الشّكر ثوابًا عظيمًا وأجرًا كبيرًا وزيادة في المال وبركة في الرّزق وسعة في العيش، قال تعالى (وإذ تأذن ربّكم لأن شكرتم لأزيدنكم )؛ فالشّكر لله عبادة يؤجر عليها العبد ويرى آثارها الحميدة في حياته .
وقد وصف النّبي عليه الصّلاة والسّلام حال المؤمن وكيف أنّ ما يصيبه دائمًا يكون خيرًا له في دينه ودنياه، فإذا أصابته ضرّاء ومصيبة صبر على ذلك فأخذ أجره من الله تعالى، وإن إصابته سرّاء وفرح شكر الله على ذلك فكان خيرًا له، فكيف يكون الشّكر لله تعالى، وهل هناك صلاة شكر خاصّة في تلك المواقف؟
كيفيّة شكر الله
من المعلوم أنّ العبد المسلم يشكر الله تعالى بلفظ الحمد لله ربّ العالمين، وكثيرًا ما يردّدها المؤمن بعد تناول طعامه وشرابه والاستمتاع بنعم الله تعالى الكثيرة في الحياة، وقد وردت روايات عن النّبي عليه الصّلاة والسّلام أنّه سجد لله تعالى عند سماعه أخبارًا أسرّت قلبه ومن بينها خبر مقتل عدو الله أبو جهل وكذلك عندما وصله خبر إسلام أهل اليمن عندما بعث علي ابن أبي طالب رضي الله عنه إليهم، وقيل كذلك إنّ النّبي الكريم عليه الصّلاة والسّلام حثّ الصّحابي كعب بن مالك على السجود لله عندما عيب عليه عند تخلّفه من غزوة تبوك.
كما سجد أبو بكر الصّديق وكذلك عمر بن الخطّاب رضي الله عنهما عندما بلغهما أخبار أسرّتهما، وقد أكّد جمهور العلماء على مشروعيّة سجود الشّكر عند حصول نعمة أو دفع ضرر وشر، وقال بعضهم إنّها لا تُشترط الطّهارة في سجود الشّكر، وقال بعضهم بضرورتها والرّاجح عدم اشتراط الطّهارة لسجود الشّكر .
صلاة الشكر
صلاة الشّكر تكلّم العلماء فيها، فقد أورد عددٌ من العلماء أحاديث فيها، ومنها أنّ النّبي عليه الصّلاة والسّلام وعندما فتح مكة اغتسل و صلّى ثماني ركعات، والرّاجع من أقوال العلماء أنّها صلاة الضّحى، وقيل فيها كذلك أنّها سنّة من النّبي الكريم بعد حصول الفتح والنّصر، ولذلك سمّاها بعضهم صلاة الفتح أمّا صلاة الشّكر فلم يصح عنها حديث وليس لها هيئة من ركوع أو سجود أو قيام .