محتويات
صلاة الوتر
صلاة الوتر إحدى صلوات السنن المؤكدةٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهي صلاة لها شأن وفضل عظيم ومن أهمّ الدلائل على فضلها وأهمّيتها أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يتركها يوماً في حضر أو في حال السفر.
وقت صلاة الوتر
لقد أجمع كل العلماء على أن صلاة الوتر لا تكون إلا بعد صلاة العشاء، ويستمرّ وقتها إلى قبيل أذان الفجر، والدليل على ذلك في الحديث عن أبي بصرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ الله زادكم صلاة فصلوها بين العشاء والفجر" رواه أحمد، ولكن من الأفضل أن تصلى الوتر في الثلث الأخير من الليل لكون الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا ليجيب دعوات العباد ويقضي حاجاتهم ويسمع شكواهم ويقبل توبهم، ولكن الصلاة مقبولة بإذن الله في كلّ وقت من بعد العشاء للفجر، فمن لم يضمن قيامه للصلاة في الثلث الأخير فله أن يصلي أول الليل ، أي فليوتر في أول الليل، وأمّا من طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل، فإنّ صلاة آخر الليل مشهودة، وذلك أفضل.
عدد ركعات الوتر
لم يذكر أنّ لصلاة الوتر عدد محدّد من الركعات، فهنالك أدلّه والدليل قول الني صلى الله عليه وسلم: "الوتر ركعة من آخر الليل" رواه مسلم، ولم يكره النبي أن يوتر بركعة واحدة لقوله صلى الله عليه وسلم: "ومن أحب أن يوتر بواحدة، فليفعل" أخرجه أبو داود، ولكن أفضل الوتر أن يكون إحدى عشرة ركعةً يصليها الإنسان مثنى ويوتِر بواحدة في آخرها وذلك كما اعتاد النبي على أن يصلّي الوتر، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالليل إحدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة، فيسلم بين كلّ ركعتين ويوتر بواحدة، ويمكن أن يصلي الشخص أكثر من ثلاث عشرة ركعة، ولكن يجب أن يختم تلك الركعات بركعة واحدة.
القراءة في الوتر
يسنّ لمصلي الوتر أن يختار الصلاة كما كان يفعل النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بحيث يصلي الركعة الأولى فيقرأ فيها الفاتحة وسورة الأعلى، أمّا في الركعة الثانية فيقرأ بعد الفاتحة سورة الكافرون، وفي الركعة الثالثة فليقرأ بعد الفاتحة سورة الإخلاص، وذلك كما صلى النبي الوتر، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعة الأولى بـ: "سبح اسم ربك الأعلى" وفي الثانية بـ: "قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ" وفي الثالثة بـ: "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ" والمعوذتين، فمن رغب باتباع السنة يفضّل له أن يقرأ هذه السور في صلاته.
حكم ترك صلاة الوتر
فيما يخصّ الحكم على من ترك صلاة الوترفقد أجاب شيخ الإسلام ابن تيمية بأنّ صلاة الوتر هي سنة باتفاق المسلمين، ومن أصر على تركه فإنّه ترد شهادته، والوتر أوكد من سنة الظهر، والمغرب، والعشاء، والوتر أفضل الصلاة من جميع تطوّعات النهار، كصلاة الضحى، بل أفضل الصلاة بعد المكتوبة صلاة الليل، وأوكد ذلك الوتر وركعتا الفجر، وذلك لفضلها عند الله.
قضاء صلاة الوتر
أشار جميع العلماء أنّه يمكن قضاء صلاة الوتر، وكما وضحت السنه فإنّ قضاءها يكون في وقت الضحى (بعد ارتفاع وقبل وقوف الشمس)، وتكون في هذه الحالة شفعاً وليست وتراً، فمن كان من عاداته الوتر بثلاث ركعات ليلاً ونام عنها أو قد نسيها يوماً يمكن له أن يقضيها في النهار بأربع ركعات في تسليمتين، أمّا من اعتاد الوتر بخمس ركعات فيمكنه قضاؤها بستّ ركعات بثلاث تسليمات نهاراً، وهكذا يعمل في أي عدد للركعات.