مدينة أرمناز
تقع مدينة أرمناز في الشمال الشرقيّ من سوريا في محافظة إدلب، وتحيط بها العديد من القرى والبلدات الصغيرة التابعة لها إدارياً، كالشيخ بدر، وبيرة أرمناز، وكبتا وكوارو، وغيرها العديد من تلك القرى والبلدات، وتتميّز مدينة أرمناز بموقعها الجغرافي، إذ تقع على هضبة بين جبلين، وتطلّ على أراضٍ زراعيّة خصبة التربة وذات طبيعة متميّزة بالجمال، ويبلغ عدد سكان مدينة أرمناز ما يقارب 25000 نسمة، وديانتهم جميعاً هي الإسلام.
التاريخ
اتّخذ الفينيقيون من أرمناز موطناً لهم، ولاحقاً أصبحت تشكّل مثلثاً للإمبراطورية الرومانية أثناء مواجهتها للإمبراطورية الفارسية، ممّا أعطاها طابعاً حضاريّاً عميقاً ومتميّزاً عبر التاريخ، ومن أهمّ الأحياء التاريخية القديمة في مدينة أرمناز: حي المنصورة، واسيطريس، وتلّ الحدادي، وغيرها.
الطبيعة
تعدّ أرمناز ذات طبيعة خلّابة، غنيّة ببساتين الزيتون، والأشجار المثمرة، وكروم العنب، وأشجار التين، بالإضافة إلى ينابيع المياه العذبة التي تضفي سحراً لطبيعة المدينة، ويعتمد العديد من سكان المدينة في دخلهم على المصادر النباتيّة والحيوانيّة، فبساتين الزيتون المنتشرة بكثرة في المدينة تعدّ من أهمّ المصادر النباتية التي تشكّل دخلاً لهم، والمصادر الحيوانيّة تتمثّل في تربية الماشية والدواجن، والتي تنتج الأجبان، والألبان، والسمن، واللحوم، والبيض، وهذا يعدّ اكتفاءً غذائيّاً مهمّاً لأهالي المدينة، حتّى أنّهم يقومون بالتصدير أيضاً.
الصناعة
ساعدت تربة المدينة الرمليّة في صناعة الزجاج والفخار والتي اشتهر بها أهالي المدينة منذ عصر الفينيقيين، والتي شكّلت مصدر دخل لهم، وعرف عن أرمناز زجاجها عالي الجودة منذ القدم، حتّى أنّه ضرب المثل به (أرق من الزجاج الأرمنازي)، بالإضافة إلى الفخار عالي الجودة أيضاً، والذي ازدهر في أرمناز منذ القدم، وظلّت هذه الصناعة محافظة على طابعها القديم، حيث لم تواكب صناعة الزجاج والفخار في أرمناز الحداثة والتطوّر، ممّا جعل هاتين الصناعتين تكتسبان ذلك الطابع التراثي الشعبي والذي تميّز بلمسات الفنّ والإبداع، وفي ذكرنا سابقاً لوفرة أشجار الزيتون في المدينة كمصدرٍغذائيٍ للسكان، فهي تدخل في نطاق ازدهار الصناعة، نظراً لاستغلال أخشاب الأشجار كمصدر تدفئة، وتكرير مخلّفات عصر الزيتون، فتشتهر بكثرة المصانع والمعامل التي تقوم بتكرير هذه المخلفات وتحويلها إلى صابون ومنظّفات ومواد تدفئة.
التجارة والسياحة
وبالحديث عن حركة التجارة فقد شكّلت الموارد النباتيّة، والحيوانيّة، وصناعة الزجاج والتّحف الفخاريّة اليدويّة، نشاطاً وحركة تجاريّة واسعة في مدينة أرمناز، أمّا بالنسبة للسياحة في مدينة أرمناز، فموقعها الجغرافي المتميّز، ومناخها المعتدل، وطبيعتها الأخّاذة، ومكانتها التاريخة الأثريّة، جعلت من المدينة موقع جذبٍ للسيّاح.