روح الصَّلاة
جعل الله سبحانه وتعالى الطمأنينة من أركان صحة الصَّلاة؛ أي تأدية الصَّلاة بسَكينةٍ وهدوءٍ وخنوعٍ لله تعالى، فلا بُد من تأدية الصَّلاة بخشوعٍ؛ فالخشوع هو روح الصَّلاة؛ فالصَّلاة بلا خشوعٍ كالجسد بلا روحٍ، فمن أدّى الصَّلاة دون خشوع فَقد حلاوة الصَّلاة والقُرب من الله تعالى؛ فتكون تلك الرّكعات ثقيلةٌ على نفسه. قال تعالى:﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾؛ أي إنَّها شاقّةٌ وصعبة على الذي يؤدي الصَّلاة من غير خشوع؛ فتطول عليه الصَّلاة ولو أدَّاها مُسرعًا، بينما الخاشع في صلاته سيشعر بقصرها ولو أطال في صلاته.
الواجب على كُلِّ مسلمٍ مجاهدة النَّفس في تحصيل الخشوع في صلاته؛ فالخشوع علامة حبِّ الله تعالى، واستحضار عظمته حال الوقوف بين يديه؛ فمناط قبول صلاة العبد حضور القلب وفهم العقل؛ لذلك قال النَّبي صلى الله عليه وسلم:"ليس للمرء من صلاتِه إلا ما عقل منها".
وسائل تعين على الخشوع في الصلاة
من الوسائل التي تُعين المرء على الخُشوع في الصَّلاة ما يلي:
- ترك الانشغال بالدُّنيا: أي اخراج الدُّنيا وزينتها ومتاعها من القلب وقت الصَّلاة خاصّةً، والإقلال من ارتكاب الشَّهوات والمعاصي والآثام كما قال الإمام أحمد رحمه الله: "لا تعصِ الله بالنَّهار؛ فحينئذٍ تقوم اللَّيل وتُصلِّي الفجر".
- فهم الصَّلاة: أي استشعار كُلِّ حركةٍ وقولٍ فيها مع الإصرار على التَّركيز على تأديتها ببطءٍ حتى تستلذّ بها، والابتعاد عن تكرارها كعملٍ روتينيٍّ مفروضٍ دون مشاعر تجاهه.
أسباب الخشوع في الصَّلاة
من الأسباب التي تُعين المسلم على الخشوع في صلاته ما يلي:
- إحسان الوضوء بهدوءٍ وسكينةٍ؛ كي يكون الوضوء وضاءةً لك وتطهيرًا للجسد والرُّوح معًا ممّا عَلِق بهما من الدُّنيا وزخرفها.
- ستر العورة ولِبس الطَّاهر النَّظيف من الثِّياب استعدادًا للوقوف بين يدي ملك الملوك؛ فيُحرِّك في داخلك ذلك الاستعداد مظاهر الهيبة من الله والخشوع له.
- تكبيرة الإحرام ووجوب استحضار معنى أنّ الله أكبر ممّا قد يشغل بالك من متاع الدُّنيا؛ فتنصرف عنه وتخشع بين يدي الله.
- التزام الأدب مع الله في الصَّلاة؛ فتقف بين يدي الله ولا ترفع النَّظر إلى السَّماء وإنَّما تكتفي بالنَّظر إلى موضع السُّجود بذُّلٍ وطأطأةٍ للرأس.
- فهم معنى أنّ الله من يتولّى مراقبة صلاتك.
- ترك المعاصي وتخليص القلب من الحقد والضَّغينة والحس.
- المداومة على أذكار ما بعد الصَّلاة والدُّعاء.
- تجنُّب الصَّلاة في حال النُّعاس والتَّعب الشَّديدين؛ فذلك مدعاةٌ لتأديتها دون إدراكٍ.
- تجنُّب الصَّلاة عند المذياع أو التِّلفاز أو عند جمعٍ من النَّاس يتحدّثون في أمرٍ ما.
- ترك الانشغال بالهاتف المحمول أو السَّاعة أو النَّظر إلى الحائط أو ما سوهما ممّا يشتت الانتباه ويُضعف الخشوع لله.