فضل صلاة العيد

كتابة - آخر تحديث: ٢:٢٩ ، ٢٦ يوليو ٢٠٢٠
فضل صلاة العيد

صلاة العيد

تنتشر في أيّام العيد مظاهر البهجة والسرور بين المسلمين، وقد شرع الله -تعالى- في يوم العيد لعباده المسلمين؛ الرجال منهم، والنساء، الخروج إلى المُصلّيات؛ لأداء صلاة العيد، وحضور خُطبتها؛ فعن أم عطية -رضي الله عنها- أنّها قالت: (أَمَرَنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، أَنْ نُخْرِجَهُنَّ في الفِطْرِ وَالأضْحَى، العَوَاتِقَ، وَالْحُيَّضَ، وَذَوَاتِ الخُدُورِ، فأمَّا الحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصَّلَاةَ، وَيَشْهَدْنَ الخَيْرَ، وَدَعْوَةَ المُسْلِمِينَ)،[١] وقد حَثّت الشريعة الإسلاميّة المسلمين على الإنفاق، والتوسعة على أهلهم، وأولادهم في هذا اليوم، ونَشر الفرح والسرور بينهم، كما دَعَت إلى صِلة الأرحام، وزيارة الأقارب، والجيران، وأوضحت الآداب والسُّنَن التي تجب على المسلم مُراعاتها في يوم العيد،[٢] وتُؤدّى صلاة العيد بعد ارتفاع الشمس؛ وهما ركعتان يُصلّيهما الإمام بالناس، ثمّ يخطب بعدهما خُطبتَين يشكر فيهما الله -تعالى- على نِعَمه الكثيرة، ويحمده على إتمام الطاعة.[٣]


فضل صلاة العيد

جعل الله -تعالى- الطاعات، والعبادات على درجات مُتفاوتة في الأجر، والثواب؛ فقد خَصّ بعضها بمَزيد فضلٍ من زيادةٍ في الحَسنات، ورَفعٍ في الدرجات، أو مَحوٍ للسيِّئات، أو حماية من العذاب، ولم يخصّ الله -سبحانه وتعالى- صلاة العيد بأجر أو ثواب خاصّ بها، وإنّما جعل ثوابها داخلاً في عموم الأجر المُترتّب على سائر الأعمال الصالحة، والطاعات،[٤] ويُؤدّي المسلمون صلاة عيد الفِطر بعد إتمام صيام شهر رمضان المبارك، أمّا صلاة عيد الأضحى، فتكون في العاشر من ذي الحجّة بعد أداء الحُجّاج فريضة الحجّ، وصلاة العيد هي إحدى شعائر الإسلام الظاهرة التي اختصّ الله -تعالى- بها المسلمين، وجعلها ميزة حَسَنة في دينه -سبحانه وتعالى-، كما أنّ صلاة العيد علامة شُكر وحَمد لله -تعالى- على إكمال طاعة صوم رمضان، وإكمال طاعة حَجّ البيت، وفي العيد تنتشر مظاهر الرحمة، والمَحبّة، والرأفة بين المسلمين، ويسود التعاطُف، وتجتمع القلوب صافية نقيّة من البغضاء.[٥][٦]


وقد بَشَّر الله -تعالى- عباده المُصلّين بالفَلاح؛ فقد قال -تعالى-: (قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى*وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى)،[٧] وصلاة عيد الفِطر داخلةٌ في هذه البشارة، أمّا صلاة عيد الأضحى فهي تُؤدّى في اليوم العاشر من أيّام ذي الحِجّة، والذي يُعَدّ أحد الأيّام التي فَضّلها الله -تعالى- على سائر أيّام السنة؛ فعن عبدالله بن عباس -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذِه؟ قالوا: ولَا الجِهَادُ؟ قَالَ: ولَا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ).[٨][٤]


حُكم صلاة العيد

اختلف الفقهاء في حُكم صلاة العيد، وبيان اختلافهم فيما يأتي:

  • الحنفيّة: ذهب فقهاء الحنفيّة إلى أنّ صلاة العيد واجبة على كلّ مسلم وَجَب عليه أداء صلاة الجمعة؛ وذلك لمُداومة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على أدائها دون أن يتركها، وقد قال -تعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)،[٩] والمقصود بالصلاة الواردة في الآية هي صلاة عيد الأضحى التي ينحر بعدها المسلم أُضحيته؛ ولقوله -تعالى-: (قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى*وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى)،[٧] والمُراد بذلك صلاة عيد الفِطر.[١٠]
  • المالكيّة والشافعية: ذهب الفقهاء من المالكية، والشافعية إلى أنّ صلاة العيد سُنّة مُؤكَّدة عن النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم-؛ وذلك لأنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- داومَ على أدائها عندما شُرِعت، ولم يتركها إلى أن توفّاه الله -تعالى-، وقد جمع النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- الناس عليها، وخَطب بهم فيها، وأمرَ بأدائها، وحَثّ عليها، كما حافظَ الصحابة -رضوان الله عليهم- على أدائها من بَعده.[١١][١٢][١٣]
  • الحنابلة: ذهب فقهاء الحنابلة إلى أنّ صلاة العيد فرض كفاية على المسلمين، ولا يجوز الإجماع على تَركها.[١٤]


المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم عطية نسيبة بنت كعب، الصفحة أو الرقم: 883، صحيح.
  2. عطية سالم، شرح بلوغ المرام ، صفحة 1-3، جزء 104. بتصرّف.
  3. راشد العبد الكريم (2010)، الدروس اليومية من السنن والأحكام الشرعية (الطبعة الرابعة)، السعودية: دار الصميعي، صفحة 582-583. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "ماهو أجر صلاه العيدين؟"، islamqa.info، 11-3-2019، اطّلع عليه بتاريخ 13-6-2020. بتصرّف.
  5. التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، السعودية: دار أصداء المجتمع، صفحة 544. بتصرّف.
  6. صالح السدلان (1425)، رسالة في الفقه الميسر (الطبعة الأولى)، السعودية: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 47. بتصرّف.
  7. ^ أ ب سورة الأعلى ، آية: 14-15.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 969، صحيح.
  9. سورة الكوثر، آية: 2.
  10. نجاح الحلبي، فقه العبادات على المذهب الحنفي، صفحة 115. بتصرّف.
  11. محمد العربي، الخلاصة الفقهية على مذهب السادة المالكية، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 137. بتصرّف.
  12. القاضي عبدالوهاب، المعونة على مذهب عالم المدينة، مكة المكرمة: المكتبة التجارية، صفحة 320. بتصرّف.
  13. مُصطفى الخِنْ، مُصطفى البُغا، علي الشّرْبجي (1992)، الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي (الطبعة الرابعة)، دمشق: دار القلم، صفحة 222، جزء 1. بتصرّف.
  14. أبو خطاب الكلوذاني (2004)، الهداية على مذهب الإمام أحمد (الطبعة الأولى)، الكويت: مؤسسة غراس، صفحة 113. بتصرّف.
653 مشاهدة