من هو الصَّحابيّ
بعث الله سبحانه وتعالى نبيّه محمَّدًا صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولًا للنَّاس كافةً بعد فترةٍ طويلةٍ من انقطاع الرُّسل والأنبياء؛ فجهر بالدَّعوة الإسلاميّة بين العرب ليكون النَّبي العربيّ الوحيد وخاتم النَّبيين والمرسلين، فآمن به من آمن وكفر به من كفر، والذين كتب الله لهم الهِداية والإيمان استحقوا لقبًا من أغلى الألقاب جاء من تشرفهم بالصُّحبة المباركة لخاتم النَّبيين ألا وهو لقب الصَّحابيّ.
وقد عرَّف أهل العِلم والحديث والتَّفسير وحددوا من هو الصَّحابيّ؛ فقالوا: هو كُلُّ رجل وامرأةٍ- صحابيّةٌ- وطفلٍ عاصروا النَّبي صلى الله عليه وسلم وآمنوا بدعوته وماتوا على ذلك، فكلُّ من كان موجودًا من المسلمين في حياة النَّبي صلى الله عليه وسلم وآمن به سواءً كان له شرف مقابلة النّبي صلى الله عليه وسلم أم لم يكن، وسواءً جاهد مع النَّبي في حروبه وغزواته أو لم يجاهدْ، وسواءً روى الحديث عن النَّبي صلى الله عليه وسلم أم لم يروِ، فهو صحابيٌّ.
أمّا من كان على الشِّرك والكُفر في حياة النّبيّ صلى الله عليه وسلم وأعلن إسلامه بعد وفاة الرَّسول؛ فلا يعدُّ من الصَّحابة، وكذلك يخرج من دائرة الصَّحابة كُلَّ من كان على الإسلام في حياة النّبي صلى الله عليه وسلم وارتدّ عن الدِّين بعد وفاته؛ أمّا من ارتدّ ثُمّ عاد للإسلام فيبقى من ضِمن الصَّحابة.
عدد الصَّحابة
الصَّحابة رضي الله عنهم بحسب أهل التأريخ والمُحدّثين يصعب تحديد عددهم؛ لأنّ مفهوم الصَّحابيّ لا يقتصر على من كان يعيش في المدينة مع النَّبي صلى الله عليه وسلم أو يراه أو يغزو معه، بل تعدَّاه لكلِّ من آمن بالرَّسول صلى الله عليه وسلم في حياته في كافّة البلدان والقبائل والأقطار، لكن كانت هناك محاولاتٌ للحصر والعدّ منها ما ذكرها أبو زرعة الرَّازيّ والجلال السيوطيّ بأنّ عدد الصَّحابة يترواح ما بين مئة وأربعة عشر ألف صحابيٍّ ومئة وأربعة وعشرين ألف صحابي من الرِّجال والنِّساء والأطفال، وهذا عددٌ تقريبيٌّ والله تعالى أعلم.
أسماء عددٍ من الصَّحابة الكِرام
- الأرقم بن أبي الأرقم: من السَّابقين إلى الإسلام، وصاحب الدَّار التي شهدت دعوة رسول الله في أوّل مهدها.
- أبو ذرّ الغفاريّ: أسلم مبكرًا، وهو الصَّحابيّ الذي هاجر وحده، ومات وحده، ويُبعث وحده.
- أبو هريرة: المعروف بذاكرة عصر الوحي؛ فقد كانت ذاكرته تجيد فنّ الإصغاء والحِفظ، كان يسمع فيعي فيحفظ، فكان مدرسةً كُتب بها البقاء والخلود فهو أكثر الصَّحابة روايةً للحديث عن النّبي صلى الله عليه وسلم، وكان من المجاهدين العابدين لم يتخلف عن غزوةٍ.
- النُّعمان بن مُقَرَّن: الفارس المجاهد الذي قاد المسلمين للنَّصر في معركة نهاوند مع الفُرس.
- النُّعمان بن بشير: حنَّكه النّبي عند ولادته وقال لأمِّه:"يعيش حميدًا ويموت شهيدًا".
- أنس بن النَّضر: نزلت فيه الآية الكريمة:"مِنَ الْمُؤْمِنينَ رِجَالٌ صَدَقوْا مَا عَاهدُوا الله عَلَيه" استقرّ الإيمان في قلبه؛ فنال الشَّهادة وهو على صهوة فرسه.
- أُسيد بن حضير: بطل يوم السَّقيفة، وهو من قال الرَّسول صلى الله عليه وسلم في حقِّه:" نِعَم الرَّجل أُسيد بن حضير".