مفهوم الطهارة
تعدّ الطهارة من التشريعات التي اعتنى بها الإسلام بشكلٍ كبيرٍ لأنّها شرط العديد من العبادات، فقد تناولها بشكلٍ دقيقٍ ومفصّل، ودعا إلى الأخذ بمفهومها في مختلف مجالات الحياة، بحيث لا تقتصر على أوقات الصلاة، وإنّما جميع الأوقات والأعمال. فالطهارة لغةً: هي تنقية الجسم وتنظيفه من الأقذار المعنويّة والحسيّة. والطهارة شرعاً: هي تنظيف الجسم باستخدام الماء أو التراب، وإزالة الخبث والنجاسة منه، وبالتالي زوال ما يفقد صحّة الصلاة.
أنواع الطهارة
- الطهارة الباطنية المعنوية: تتمثل في الطهارة من المعاصي والشرك، ويكون ذلك من خلال التوحيد، والإخلاص، واليقين، والقيام بالأعمال الصالحة، وتتمثل أهمية هذه الطهارة أنّها تتجاوز أهمية طهارة البدن، حيث لا يمكن أن يكون البدن طاهراً في حال وجود نجس الشرك، وبالتالي فعلى كلّ إنسانٍ بالغٍ أن يطهّر قلبه وينقيه من نجاسة الشكّ والشرك، كما يطهر قلبه ونفسه من قاذورات المعاصي، وما يتبع ذلك من الحقد، والغش، والكبر، والحسد، والرياء، والعجب، فيعود إلى الله ويتوب إليه توبةً صادقة عن جميع المعاصي والذنوب التي ارتكبها.
- الطهارة الحسية: تتمثل في الطهارة من الأنجاس والأحداث، وتكون من خلال الغُسل، والوضوء، أو التيمم، وبذلك تتمّ إزالة النجاسة والخبث عن البدن، واللباس، ومكان الصلاة.
الحكمة من تشريع الطهارة
- المحافظة على سلامة وصحّة كلّ من الفرد والمجتمع، وحمايتهم من الإصابة بالأمراض.
- وقاية وحماية البيئة من أنواع التلوّث المختلفة.
- اللجوء إلى الله في أفضل هيئة، بحيث يناجيه الإنسان وهو غايةٌ في النظافة، والطهارة، والنقاء.
- المحافظة على عزة وهيبة الإنسان المسلم، وصون كرامته.
- نيل رضا الله، ومحبته، وثوابه.
- كسب ونيل تقدير الناس واحترامهم.
- تعزيز الأخلاق الحميدة في نفوس المسلمين، وما يتبع ذلك من نظافةٍ، ورائحةٍ طيبة، وبدنٍ طاهرونظيف، فهذا يجعل المسلمين يبدون بصورة جميلة أمام أصحاب الديانات الآخرى.
شروط الطهارة
- الإسلام: يجب أن يكون الإنسان مسلماً، فلا تُقبل طهارة الإنسان الكافر إلّا الكتابية المتزوّجة من مسلم، فهي يُلزمها زوجها ويفرض عليها الغسل بعد النفاس أو الحيض، فتغتسل للجماع، فالكافر لو اغتسل في الكفر ثمّ اعتنق الإسلام، فيلزمه بعد ذلك إعادة الغسل مرّة أخرى.
- التمييز والعقل: إلّا في حال الزوجة المجنونة بعد الحيض، أو الصبي القاصر المحرم للعمرة أو الحج.
- إزالة وتخليص البدن من النجاسة العينية قبل غسله.
- انقطاع وتوقّف ما يمنع الغسل والطهارة، مثل: النفاس والحيض.
- تعميم الماء على البدن كله.
- نية المسلم بالطهارة.
- إزالة ما يمنع وصول الماء إلى الجلد والبشرة.