تعرف الفائدة البنكية على أنها المبلغ الزائد الذي يتقاضاه الدائن عند استيفاء دينه مقابل اقراضه مبلغاً معيناً للمدين، وهي نظام عالمي جديد وقديم، لكنه اليوم اتخذ أشكالاً أكثر، عن الشكل القديم البسيط، فكان قديماً إذا أراد الإنسان أن يقرض شخصاً آخر قرضاً ألزمه أن يدفع له مبلغ إضافياً عند السداد، فمثلاً إذا أقرض أحدهم شخصاً آخر مبلغاً من المال مقداره 100 درهم ألزمه أن يكون المبلغ الذي سيقوم بأدائه عند السداد 110 دراهيم مثلاً أو 120 أو 130 فأي مبلغ إضافي فوق المبلغ الأصلي هو من باب الربا، ويطلق عليه حالياً اسم الفائدة. وهذا النوع من القروض محرم في جميع الشرائع السماوية، الإسلامية والمسيحية واليهودية، نظراً لأن فيه استغلالاً لحاجة الناس وابتزازاً لهم وأخذ أموالهم بغير حق، فالإنسان يجب أن يكون عوناً لأخيه الإنسان وأن يساعده قدر الإمكان على تخطي أزماته ومحنه التي ألمت به، لا أن يكون مستغلاً له ولحاجته التي طلب المساعدة فيها، فهي تنبئ عن دنائة خفية في نفس الإنسان وخسة ووضاعة لا حدود لها، كما أنها إذا انتشرت في المجتمع تقل نسبة الأعمال والإنتاج، ويعتمد الناس عليها وبالتالي يحدث انهيار في المجتمع، فالأصل أن العمل هو الذي يجب المال حتى تستمر الحياة وتتطور وتزدهر أما إن كان المال هو الذي يجلب المال، فهنا سيتوقف العملة والإنتاج بين الناس، مما يؤدي إلى كوارث لا تحمد عاقبتها.
إلى ذلك وكما أن الربا والفوائد من المحرمات، أيضاً استغلال الناس بطرق ملتوية، عن طريق إقناع الناس بأنها من التجارة المشروعة، وسلب أموالهم بالباطل هو أيضاً من المحرمات وهما على نفس الخط والمستوى من التحريم، فالربا حرم بسبب استغلاله لحاجات الناس وظروفهم الصعبة وأيضاً الربح الفاحش فيه استغلال لظروف الناس المعيشية الصعبة ومن هنا يتبين أن الحلال سيقلب إلى نفس درجة الربا وسيقلب أيضاً إلى حرام بسبب تسلقه على ظهور وأكتاف المحتاجين من الناس، فمن يعتبر أن الربا حرام ويعمل بالطريقة الثانية لاعتبارها حلالاً هو قطعاً إنسان دنئ مخادع طماع ليس بينه وبين المرابي أي فرق.
أما بالنسبة لأنواع الفوائد المنتشرة في عصرنا الحالي والتي تتعامل بها البنوك فهي الفائدة البسيطة والفائدة المركبة، فالفائدة البسيطة تحتسب بضرب مدة سداد القرض بقيمة المقرض بنسبة الفائدة المئوية، في حين أن الفائدة المركبة هي الفائدة التي تركب أو تضاف على قيمة المبلغ الأصلي، ولها معادلة خاصة لاحتسابها، بحيث تأخذ هذه المعادلة بعين الاعتبار عدد السنين والمبلغ الأصلي وعدد مرات تركيب الفائدة في السنة الواحدة ونسبة الفائدة، مما يعطي قيمة المبلغ بعد مرور الفترة، كما يجدر الإشارة إلى أن هذه العلاقة هي علاقة أسية، وأن الفائدة البسيطة تستخدم في حالات محدودة، وأن الفائدة المركبة هي الأكثر استخداماً.