علم الحديث

كتابة - آخر تحديث: ١٢:٠٠ ، ٩ فبراير ٢٠١٦
علم الحديث

أصول الدين الإسلامي

من أُصول الدين الإسلاميّ الثابتة ومصادره الأولى في التشريع القُرآن الكريم والسُنّة النبويّة الشريفة، أمّا القُرآن الكريم فهوَ كلامُ الله تعالى الذي أنزلهُ على رسولهِ الخاتم للرُسُل مُحمّد بن عبد الله عليهِ الصلاةُ والسلام، أوحاهُ إليه عن طريق ملك الوحي جبريل عليهِ السلام، والقُرآن هوَ مُعجزةٌ خالدة وهوَ كتاب تشريع صالحٌ لكلّ زمانٍ ومكان وقد أنزلهُ الله باللغة العربيّة، أمّا السُنّة النبويّة فهي محور حديثنا في هذا المقال وهيَ ما يُعرف أيضاً بالحديث الشريف الذي اهتمّ بهِ المُسلمون على مدى التاريخ الإسلاميّ وأولوه جانباً عظيماً من الفهم والحِفظ ليُصبحَ عِلماً قائماً بذاته وهوَ عِلم الحديث.


عِلم الحديث

يمكن تعريف الحديث الشريف على أنّه كُلّ ما ورَدَ عن النبيّ مُحمّد عليهِ الصلاةُ والسلام من قولٍ أو فعلٍ أو تقرير، أو صفةٍ خلقيّة أو خُلُقيّة. أمّا عِلمُ الحديث فهوَ العُلم الذي يُعنى بمعرفة حديث رسولِ الله صلّى الله عليهِ وسلّم، ويقوم بحفظه وتدوينه وضبط مصادر الحديث من حيث دراسة السند، وهوَ سلسلة الرواة الذين نقلوا إلينا حديثَ رسولِ الله عليهِ الصلاةُ والسلام، ودراسة المتن الذي هوَ نصّ الحديث النبويّ.


تتفرّع من عِلم الحديث عُلومٌ كثيرة تنصبّ كُلّها في فهمِ الحديث وحفظه ومعرفة درجته؛ فهُناك عِلمٌ يختصّ بدراسة درجات الحديث ومُصطلح الحديث وعِلم الطبقات أو ما يُعرف بعلم تراجم الرجال الذي ينبني عليه عِلم الجرح والتعديل.


بناءً على العُلوم التي ذكرناها سابقاً فإنَّ الحُكم على الحديث يُصبح مُتاحاً من ناحية الضعف أو الصحّة أو غير ذلك من درجات الحديث التي صنّفها العُلماء، ولعلّ من أهمّ هذهِ الطرائق في تصنيف الحديث هيَ ما ذكرناه في دراسة الأسانيد التي تحوي الرواة من الرجال، وهؤلاء الرّجال يخضعون لميزان الطبقات التي وضعها كِبار العُلماء في مجال سير الرجال وتراجمهم كابن حجر العسقلانيّ وابن سعد وغيرهُ رحمهُم الله؛ حيث إنّ في بعض الرواة قوّة في الحفظ وورعاً وتقوى وهذا من المشهود لهُم فيه، ومعروفٌ لهُم من خلال دراسة سيرتهِم ووضعهم في أدقّ ميزان لتمحيص الرجال، فما وردَ في حقّه ولو شُبهةٌ ردَّه عُلماء الحديث ولم يأخذوا بهِ كُلٌّ بحسب معرفته ودرايته.


أمّا الرِجال المشهود لهُم بالحفظ والثقة والدقّة في النقل والصدق والأمانة فهُم الثقات في الرواية وهُم العُدول الأخيار، وهذا هوَ التعديل، بينما الذينَ اشتهروا بقلّة الحفظ والنسيان أو قلّة الدقّة في النقل أو التدليس أو الكذب فهؤلاء هُم المجروحين في الرواية والذين لا تُقبل منهُم رواية حديث رسولِ الله صلّى الله عليهِ وسلّم وهذا هوَ الجرح، وعليهِ اتّضح لنا مفهوم الجرح والتعديل الذي هوَ أساس عِلم الحديث والذي ينبني عليه معرفة الحديث ومعرفة مُصطلحه ودرجاته.

831 مشاهدة