حديث عن بلاد الشام
جاءَ عن النبي عليه الصلاة والسلام عدة أحاديث عن الشام، ومن تلك الأحاديث حديث صحيح رواه الصحابي الجليل زيد بن ثابت قال: (كُنَّا عِندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ نؤلِّفُ القرآنَ منَ الرقاعِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ طوبى للشامِ فقلْنا لأيٍّ ذلك يا رسولَ اللهِ قال لأن ملائكةَ الرحمنِ باسطةٌ أجنحَتَها عليْها)،[١] وقد فسّر علماء التفسير، ومنهم ابنُ الأثير كلمة طوبى بأنّها مُشتقة من الطيب، بصيغة فُعلى، فهي لا تعني جنة الرحمن، ولا تشير إلى معنى شجرة فيها، وقال آخرون بأنّها من العيش الطيب والراحة، وأمّا المقصود من أنّ ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليها فمعناه أنّها تحُفّها بالرحمة، وتدفع عنها الأذى والمُهلكات، وتتنزّل عليها بالبركة، وتحافظ عليها من الكفر.[٢]
فضل بلاد الشام
تأكّدَ فضلُ بلاد الشام وأهلها في كتاب الله تعالى، وسنة نبيه الكريم، فهذا البلد الطيب أضحى بعد تحريره من غياهب والضلال منارةً لنشر الإسلام في ربوع المعمورة، كما أصبحت الشام بعد عهد الخلفاء الراشدين عاصمةً للمسلمين، ومنارةً يقصدُها طلّاب العلم من جميع أنحاء العالم، حيث كانت فيها مراكزُ القرآن، ومدارسُ الحديث والفقه، وظهر فيها كثير من العلماء، أمثال ابن تيمية، والأوزاعي، وابن القيم، كما عرفت تلك البلاد ظهورَ قادة أبطال كان لهم دور بطولي كبير في ميادين الجهاد، والدفاع عن الأمة، أمثال صلاح الدين الأيوبي، ونور الدين زنكي، وقد وردت الأحاديث الكثيرة التي تدلُّ على فضل تلك البلاد وأهلها.[٣]
بلاد الشام والفتن والملاحم
قدّر الله لبلاد الشام أن تكونَ أرضاً للملاحم، والمعارك في نهاية الزمان، وقد خصّ النبي عليه الصلاة والسلام مدينةَ دمشق وأهلَها بالفضل، وأنّها ستكون من أفضل البلاد للسُّكنى في وقت من الأوقات، ومن تلك الأحاديث قوله عليه الصلاة والسلام: (إنَّ فسطاطَ المسلمِين يومَ الْمَلحمةِ بالغُوطةِ، إلى جانبِ مدينةٍ يُقالُ لها دِمشقُ، من خيرِ مدائنِ الشَّامِ)،[٤]ومعنى الفسطاط في الحديث الشريف يشير إلى أنّ بلاد الشام ستكون حصناً للمسلمين يحتمون به حينما تحدث المعارك الكبرى يومَ الفتن في نهاية الزمان.[٥]
المراجع
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن زيد بن ثابت ، الصفحة أو الرقم: 3954، خلاصة حكم المحدث صحيح .
- ↑ " حديث طوبى للشام حديث صحيح"، الإسلام سؤال وجواب ، 2010-5-10، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-20. بتصرّف.
- ↑ د. محمد بن لطفي الصباغ (2012-9-2)، "فضل الشام "، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-20. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي الدرداء، الصفحة أو الرقم: 2116، خلاصة حكم المحدث صحيح .
- ↑ محمد شمس الحق أبادي ، "كتاب عون المعبود "، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-20. بتصرّف.