مكّة في العصر الجاهليّ
كانت مكّة في بداية تأسيسها قرية صغيرة يسكنُها أبناء نبيّ الله آدم -عليه السلام-؛ حيث سكنَها النبيّ نوح -عليه السلام- الذي حصل في عهده طوفان كبير دمَّرَ المنطقة بأكملها حتى أصبحت وادياً قاحلاً محصوراً بين الجبال، والمُرتفَعات. وفي أحد الأيّام، مرَّ في هذا الوادي النبيّ إبراهيم -عليه السلام- برفقة زوجته هاجر، وابنهما إسماعيل -عليه السلام-، فتركهما فيه؛ استجابةً لأمر الله، وبعد مكوثهم فيه، تفجَّر بئر زمزم عند أقدام إسماعيل، وبدأت الحياة تظهر في هذا الوادي؛ فقَصَد الناس مكّة، وسكنوا فيها، وعاد النبيّ إبراهيم -عليه السلام- من جديد؛ ليرفع أساسات الكعبة المُشرَّفة مع ابنه إسماعيل، وفي وقت لاحق، ظهرَت في مكّة قبيلة قُريش التي أصبحت المنطقة تحت إمرَتها بقيادة قصي بن كلاب؛ وهو الجدّ الرابع للنبيّ محمد -عليه الصلاة والسلام-.[١]
مكّة في العهد النبويّ
شهدَ عام 571م، والمعروف بعام الفيل نقطة تحوُّل في تاريخ مكّة، والعالَم بأسره؛ فقد وُلِد أشرف الخَلْق، وخاتم الأنبياء مُحمّد -صلّى الله عليه وسلّم-، والذي اُنزِل عليه القرآن الكريم ليحكمَ بين الناس بالعَدل، فأنهى وجود المفاهيم الجاهليّة التي كانت راسخة قديماً، بعد أن اصطفاه الله -تعالى- برسالة الإسلام السَّمحة، وبعد ذلك، تحوَّلت مكّة إلى نقطة انطلاق للإسلام نحو العالَم أجمع، وذلك بعد أن هاجر الرسول الكريم برفقة صَحبه إلى المدينة المُنوَّرة، ثمّ عاد إلى مكّة المُكرَّمة فاتحاً في عام 8 هجريّة، حيث بدأت القبائل الأخرى بالتوافُد؛ لاعتناق الإسلام، وما لبث المجتمع في مكّة المُكرَّمة أن أصبح مُجتمعاً إسلاميّاً تسودُه الأُلفة، والمحبّة، ومن الجدير بالذكر أنّ مكّة حَظِيت بعد ذلك باهتمام كلِّ مَن تولَّى أمرها من الخلفاء الراشدين.[٢]
مكّة في عهد الدولة السعوديّة
استمرَّ الاهتمام بمكّة المُكرَّمة خلال القرنين: العشرين، والحادي والعشرين؛ فقد أدخلَت الحكومة السعوديّة العديد من التحسينات على المدينة، واهتمَّت بشكل كبير بالمسجد الحرام، والكعبة المُشرَّفة؛ فأنشأت المباني الدينيّة، وحرصت على توسيع مُحيط المسجد الحرام، وتحسين المرافق العامّة، وبناء بُنية تحتيّة قويّة؛ من طُرق للمواصلات، ووسائل النقل التي تُعَدُّ قادرة على استيعاب ما يزيد عن مليون حاجّ في العام الواحد.[٣]
المراجع
- ↑ "مكة المكرمة"، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-1-2019. بتصرّف.
- ↑ دائرة المعارف العالمية، باحثون عرب، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية )، السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة 606، جزء الثالث والعشرون. بتصرّف.
- ↑ " Mecca", www.britannica.com, Retrieved 30-1-2019. Edited.