الثّقة بالنّفس عند التّعامُل مع النّاس
إن التصرّف بثّقة عند التواجد حول أشخاص آخرين٬ والكلام بكل قوّة وثبات يُعدّ من الأمور الصّعبة عند كثير من النّاس٬ حتّى لدى الأشخاص الواثقين بأنفسهم٬ خصوصاً عندما يتعلّق الأمر بالحصول على وظيفة٬ أو كسب قلب أو محبّة شخص آخر٬ أو حتّى عند التّحدث أمام عددٍ كبير من الأشخاص٬ لذا فإنّ معرفة كيفيّة التّصرُّف في هذه المواقف وغيرها من المواقف تكسُب صاحبها فُرص جديدة في الحياة٬ وتساعدُهُ على الحصول على مُراده٬ وأفضل ما يُمكنُ فعلُهُ اتّباع استراتيجيّات مُعيّنة وبسيطة للحصول على ثقة والقوّة الدائمة٬ أو حتّى في مواقف معيّنة تقضي ثقة كبيرة بالنّفس٬ وحتّى وإن كان اكتساب الثّقة وإظهارها أمر يصعُب عملهُ٬ فإن التّظاهر بالثّقة بالنّفس يُمكن أن يحُلّ المشكلة.
كيفية التمتّع بالثّقة والقوّة في التّعامُل مع النّاس
- تنبّه للُغة الجسد ونبرة الصّوت المُنخفضة: إن تجنّب التواصُل من خلال العينين٬ وخفضِ الرّأس إلى الأسفل٬ والابتعاد عن الشّخص المُقابل لأكبر مسافة مُمكنة٬ والنبرة المُنخفصة٬ تدُلّ على افتقار الشّخص للثِّقة بالنّفس٬ والتّوتر٬ والإحساس بالخضوع لغيره٬ ولهذا يجبُ الانتباه للغة الجسد٬ والوقوف بشكل متزن وثابت٬ بينما يكون الذّقن إلى الأعلى٬ ولا تَرْكز على قدم واحدة بل حاول الموازنة بين القديمين بترك فراغ أكبر بقليل بينهما؛ لأنك بذلك تحاول إظهار الثّقة بالنّفس للغير٬ أمّا إن كنت لا زلتَ تشعُر بعدمِ الارتياح فيُنصح بمُمارسة لغة الجسد أمام صديق أو أمام المرآة أو قُم بتصوير مقطع فيديو لتُشاهد لغة الجسد الّتي تستخدمها ونبرة الصّوت٬ ويمكنُك أيضاً أن تتخيّل نفسك معلّقاً بحبل من أعلى رأسك إلى السقف إذا كان ذلك قد يُساعدُك على اتّخاذ الوضعيّة المُناسبة.
- تكلّم ببُطأ ووضوح وتبسّم أثناء الحديث: إن التّكلم ببطأ يعطيك مزيد من الوقت حتّى تُفكّر فيما ستقولُه٬ فالاستراحه لثانية بين الفينة والأُخرى تعطي مجالاً أكبر للتفكير٬ وتسمح لك بإخراج الكلمات من فمك بوضوح ومن مخرجها الصّحيحة٬ كما أنّ التّبسُّم عند الحديث يُعطي طابعاً بأنّك شخص ودود وقريب للقلب٬ وقد أثبتت الدراسات أنّ الأشخاص لديهم قدرة على تذكُّر الأشخاص الذين يبتسمون بشكل أكبر٬ كما ثبت أنّ للابتسام قُدرة على رفع وتعزيز الثّقة بالنّفس.
- اكتب قائمة لكُل ما يميّزُك وقائمة أُخرى لكُل ما يُخيفك: إن كتابة كُلّ ما تحبُّه في نفسك٬ وشخصيّتك٬ وطبيعَتك٬ على ورقة والاستعانة بها عند الحاجة٬ يُساعدك على التّغلُّب على الخوف والقلق المُصاحب لافتقادك للثّقة بنفسك٬ بالإضافة إلى أنّ كتابة كُلّ ما يُخيفك على ورقة يزيد من وعي العقل بالأمور التي تُخيفك٬ والوعي هو كُل ما تحتاجُهُ للتّغلُّب على الخوف٬ كما يُمكنك استخدام وعيك بنقاط ضعفك في حلّ المُشكلة٬ فمثلاً إذا اكتشفت أنك تخاف من خسارة شخص أو شيء ما٬ فكُلّ ما عليك فعلُهُ هو تكرار جملة مثل أنا لا أخاف الخسارة لنفسك حتّى يُصدّقها عقلك٬ ويتصرّف على هذا الأساس٬ وهذا ما أثبتهُ علمُ النّفس.