محتويات
مدينة أريحا
هي مدينةٌ فلسطينية تعدُّ أقدم مدينةٍ في التاريخ على الإطلاق؛ حيث يعود تاريخها إلى أيام العصر الحجري وهو ما يقدر بنحو 10.000سنةٍ قبل الميلاد، وهي تقع في غور الأردن، على بعد عشرة كيلومتراتٍ شمال البحر الميت في الضفة الغربية، وعلى بعد سبعة كيلومتراتٍ من غربي نهر الأردن، وتشكل المدينة الحدود الطبيعية بين الأردن وفلسطين.
تُعدُّ مدينة أريحا أكثر المدن انخفاضاً في العالم؛ حيث يبلغ مستواها 250 متراً تحت مستوى سطح البحر، وهي عاصمة محافظة أريحا، وتُعرف المدينة أيضاً باسم مدينة القمر، ومدينة النخيل. ويبلغ عدد سكانها ما يقارب 22.006 نسماتٍ حسب تعداد عام 2014م، وتبلغ مساحتها ما يقارب 45 كيلومتراً مربعاً، وأصل تسميتها ساميُّ الأصل؛ فقد ذكر البغدادي في معجم البلدان أنّ اسم أريحا يعود في أصله إلى أريحا بن مالك بن أرنخشد بن سام بن نوح عليه السَلام.
تاريخ أريحا
اتخذ الهكسوس من مدينة أريحا قاعدةً لهم إلى أن هُوجمت من قبل العبرانيين الذين أحرقوها وأهلكوا من فيها، ثمّ أخرجهم المؤابيون واتخذوها عاصمة لهم، ازدهرت المدينة بعد ذلك في عهد الرومان والبيزنطيين، ثمّ وقعت تحت حكم المسلمين وأصبحت في عهدهم أهمّ مدينةٍ زراعيةٍ في الغور. وبعد غزو الصليبيين لفلسطين وقعت المدينة تحت حكمهم كغيرها من مدن فلسطين، وبعد ذلك وقعت تحت الحكم المملوكي، الذي تلاه الحكم العثماني، ثمّ الانتداب البريطاني، ثمّ الاحتلال الصهيونيّ في عام 1967م، وسُلِّمت بعد ذلك إلى السلطة الوطنية الفلسطينية بعد اتفاقية أوسلو.
الزراعة في أريحا
تتمتع اريحا بمناخٍ مداري حار وجاف في الصيف، ودافئ وقليل الأمطار في الشتاء، ويبلغ متوسط درجة الحرارة فيها 23.5 درجةً مئوية، وتُعرف هذه المدينة منذ القدم بخصوبة تربتها وغزارة مياهها، لذلك تُستخدم مساحاتٌ كبيرةٌ من أراضيها في الزراعة المروية من مياه الينابيع والآبار، مثل: نبع عين السلطان، وهي تعدّ سلة الخضار والفواكه الفلسطينية.
من المزروعات التي تُزرع في المدينة: الخضروات بأنواعها، والحبوب المختلفة كالقمح والشعير والسمسم، والحمضيات والموز والزيتون والنخيل والعنب، ويُصدّر الفائض من مزروعاتها إلى الأسواق الخارجيّة في منطقة الخليج العربيَ، والاردنِّ وفلسطين، وتشتهر أريحا بموزها وبرتقالها.
الصناعة في أريحا
عُرفت الصناعة في أريحا منذ القدم، ومن أهمِّ الصناعات فيها: صناعة السكر، والحصير من القصب، والآجر من الطين، والتمر من البلح، وصناعة السلال والحياكة والنبل، كما تحتوي المدينة حالياً على مصانع للنسيج، والمياه الغازية، والكراسي والمفروشات والحُصر، وتخمير الموز، بالإضافة إلى صناعة استخراج أملاح كلوريد البوتاسيوم والصوديوم والمغنيسيوم والكالسيوم والبرومين من البحر الميت.
السياحة في أريحا
تمتاز مدينة أريحا بشتائها الدافئ والمعتدل؛ لذلك فهي تعدُّ وجهةً سياحيةً لكثيرٍ من السياح باعتبارها مشتى يحتوي على كثيرٍ من المناظر الطبيعية الجميلة، بالإضافة إلى الآثار الدِينية والتاريخية والمنتزهات، والفنادق والمطاعم، ومن المعالم الأثرية في المدينة:
- أريحا القديمة (تل السلطان): حدّد العلماء موقع أطلال المدينة قرب نبع السلطان على رابيةٍ مطلةٍ على واحة أريحا، على بعد اثنين كيلومترٍ شمال المدينة الحالية، ومن هذه الأطلال: أقدم الدَرجات المعروفة في العالم، وأقدم سورٍ، وبرج دفاعٍ قديم ضخم.
- قصر هشام بن عبد الملك: يقع هذا القصرعلى بعد ثلاثة كيلومتراتٍ شمال مدينة أريحا، وقد بدأ الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك بتشييد هذا القصر خلال فترة حكمه، وهو عبارةٌ عن مجموعةٍ من الأبنية الملكية، وأحواضٍ للاستحمام وجوامع، وقاعاتٍ كبيرة مليئةٍ بالأعمدة، ويحتوي القصر كذلك على أرضياتٍ فسيفسائية.
ومن المعالم ايضاً: البحر الميت، والمغطس، ودير قرنطل، ودير القديس يوحنا المعمدان.