محتويات
أم الرسول آمنة بنت وهب
هي آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وهي أمّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، كانت متزوّجةً من عبد الله بن عبد المطلب، وكانت قبل ذلك من أعظم فتيات قريش.
سُمّيت آمنة بنت وهب بزهرة قريش، وكانت على خلق عظيم، رفيع المستوى، وحسنة المظهر، واشتهرت في مكة بذكائها وبلاغتها وحنكتها القوية وطلاقة لسانها، وتمت تربيتها عند عمها وهيب بن عبد مناف، وهو من أسياد قريش وكبارها، وكان من أصحاب الشأن فيها. نشأت آمنة بنت وهب في بيت عبد مناف وكانت يتيمة، وتمّت تربيتها عند أعمامها سادة قريش، واشتهر هذا البيت بالأدب وإلقاء الشعر دوناً عن جميع بيوت شبه الجزيرة، وقد تعلمت فيه الكتابة والقراءة.
زواج آمنة وولادتها للرسول
تزوّجت أم الرسول صلى الله عليه وسلم من عبد الله بن عبد المطلب في سنٍّ مبكّرة من عمرها؛ إذ إنّها كانت في سن الرابعة عشر حينها جاء عبد المطلب إلى عمها، وتم تزويجها إلى عبد الله، فبات عندها ثلاث ليالٍ في بيتها وهذه العادة التي كانت في تلك الحقبة.
مما عرف قبل ولادة الرسول أنّ آمنة لم تكن تشعر بالمرض ولا الثقل أثناء الحمل، ومن بعد تسعة أشهر تمت ولادة سيد الخلق في تاريخ اثني عشر من ربيع الأول من عام الفيل، على يد أم الصحابي عبد الرحمن بن عوف، وعندما وضعت الرسول كان مستلقياً على الأرض وكأنه يسجد ويُسبّح بأصبع السبابة، ومن بعد ذلك أنارت مكة بنور النبي عليه السلام، ثمّ بعثته أمّه إلى البادية ليقوى عوده ويفصح لسانه، فمكث عامين.
وفاة آمنة بنت وهب
خرجت أمّ النبيّ إلى المدينة لتزور ضريح زوجها، وكانت حالتها الصحيّة غير مستقرة، وعند رجوعها إلى مكة هبّت عاصفة رملية زادت من حالتها سوءاً وتوفّيت في عقدها الثاني في عمر العشرين عاماً.
وفاة زوج آمنة بنت وهب
بعد زواج عبد الله من آمنة بنت وهب ألقى عليه سادة قريش الاختيار بالذهاب إلى غزة ببلاد الشام ليقوم بتجارتهم، وذلك لأنه كان يتمتع بالقوة والذكاء ويستطيع حفظ القوافل من المخربين، فخرج عبد الله من مكة متوجهاً إلى غزة، وتمّت الصفقات التجارية، وأثناء رجوعه أصابه المرض في المدينة النورة، وأراد البقاء فيها عند أخواله من بني النجار على أمل الشفاء، واللحاق بالقوافل، ومكث فيها شهراً، ومن بعد ذلك توفي عن عمر يناهز خمسةً وعشرين عاماً، ودفن في بيت النابغة، وفي ذلك الوقت استبشرت آمنة بالحمل بالرسول عليه الصلاة والسلام.