يعتبر يوم عرفة أحد أفضل الأيام في السنة أجمعها وهو اليوم الذي يأتي في التاسع من ذي الحجة أي اليوم الذي يسبق عيد الأضحى، وفي هذا اليوم يصعد الحجاج على جبل عرفة، وقد جعله الله عز وجل من أعظم أيام السنة على الإطلاق وأكثرها أجراً ورحمة وغفراناً وهذا رحمة بعباده الصالحين إذ إنّه أعطاهم فرصة أخرى كي يقوموا بعبادته فيها ويطلبوا الرحمة والغفران من الله عز وجل، والله عز وجل هو الرحيم بعباده طيلة أيام السنة ولكن في هذا اليوم يزيد من الأجر والرحمة لعباده الذين المؤمنين، ففي هذا اليوم أكمل الله عز وجل الدين للمؤمنين بأن أنزل الآية الكريمة على الرسول صلى الله عليه وسلم وهو واقف بعرفة " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً" فهو يوم عيد للمسلمين جميعاً.
وجميع الأعمال خير في يوم عرفة إلّا أنّ بعض الأعمال وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين وغيرهم من الصالحين والتي فيها الأجر العظيم، فمن أفضل الأعمال التي يجب بدء يوم عرفة بها هي الصيام إذ إنّ صيام يوم عرفة يكفر سنتين، السنة السابقة والسنة اللاحقة، ويكون الصيام في يوم عرفة لغير الحاج أمّا الحاج ففي صومه قولان الأول أنّه يحلّ له الصيم ولكنه غير مستحب والآخر أنّه لا يجوز له الصيام بتاتاً كما يحبب أيضاً صيام أيام ذي الحجة العشر لما فيها من الأجر العظيم أيضاً.
وحبب الإكثار من الاستغفار على الدوام في هذا اليوم المبارك إذ إنّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال:" خير الدعاء دعاء يوم عرفة" وهذا لما فيه من الأجر الجزيل وإعتاق الناس من النار إذ إنّه أكثر يوم يعتق فيه الله عز وجل الناس من النار حسبما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فيستحب في ذلك اليوم الإكثار من الدعاء والتوجه إلى الله عز وجل بقلب صادق، كما يفضل الدعاء في ظهر الغيب إذ إنّه أفضل الدعاء فلا يوجد فيه مجال للرياء، ويفضل الدعاء لأخيك المسلم إذ إنّه أسرع أنواع الدعاء استجابة.
كما يفضل الإكثار في يوم عرفات من التكبير فقد كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق فيكبران ويكبر الناس على تكبيرهما، كما أنّه من الممكن الإكثار من الصدقات في يوم عرفة وهذا لأن اليوم الذي يليه هو يوم عيد فتكون بذلك أدخلت الفرحة على قلوب الفقراء، ومهما كان نوع الأعمال التي تقوم بها فمن المهم أن تكون خالصة لوجهه تعالى لكي يتقبلها بقبول حسن.