مقدمة
مسجد نمرة وسميّ هذا المسجد بهذا الإسم نسبة إلى جبلٍ صغيرٍ اسمه نمرة يقع في وادي عرنة بالقرب من جبل عرفات، وتمّ بناء مسجد نمر أوائل الخلافة العباسية في منتصف القرن الثّاني الهجري، وتمّ بناؤه أثناء توسع الدّولة الإسلامية وزيادة عدد الحجاج الذي يفيضون في موسم الحج لأداء مناسك هذا الرّكن العظيم، ونذكر إنّ المسجد تم بناؤه في ذلك الموضع الذي خطب فيه الرّسول محمد صلّى الله عليه وسلّم في حجة الوداع خطبته الأخيرة في وادي عرنة.
موقع مسجد نمرة
يُسمى مسجد نمرة بمسجد عرفة أو مسجد الخليل إبراهيم عليه السّلام، ، ويقع مسجد نمرة غرب مشعر عرفات مقدمة بطن وادي عرنة أحد وديان مكة المكرمة، ونمرة هي أيضاً قرية تقع خارج عرفات وتعتبر الحدّ الفاصل بين الحرم والحل؛ ولذلك نهى الرّسول عليه الصّلاة والسّلام من الوقوف في مسجد نمرة والأصل الوقوف في جبل عرفات، حيث قال عليه الصّلاة والسّلام: وقفت ها هنا وعرفات كلها موقف إلا بطن وادي عرنة، ومسجد نمرة يقصده الحجاج في اليوم التّاسع من ذي الحجة، حيث يصلي الحجاج فيه صلاتي الظهر والعصر قصراً، ومن ثم يتم التّوجه إلى جبل عرفات للوقوف فيه مرة أخرى، وبعد غروب الشمس يتمّ الإنتقال والتوجه إلى المزدلفة.
وصف مسجد نمرة
منذ بناء المسجد أيام العهد العباسي خضع إلى تغييراتٍ كثيرةٍ في شكل البناء القديم، حيث يشغل مسجد نمرة مساحة تقدّر بأكثر من مائة وعشرة آلاف متر مربع، ويبلغ طول المسجد من الشّرق إلى الغرب 340متر، وعرض المسجد 240متر من الشّمال إلى الجنوب، ويتألف المسجد من طابقين ومساحة خارجية مظللة تقدر بثمانية آلاف متر مربع، ويتألف المسجد من ثلاث قباب، وست مآذان إرتفاع كل مأذنة ستين متراً، ويتم الدّخول إلى المسجد من خلال عشرة مداخل رئيسية موزعة على جميع إتجاهات المسجد ومجموع أبوابه أربعة وستين باب، ومسجد نمرة يتسع إلى حوالي أربعمائة ألف مصلي، ولذلك تمّ تجهيز مرافق لتستوعب هذا العدد من الحجاج، ولهذا يضم المسجد أكثر من ألف دورة مياه، وخمسة عشرة ألف حنفية ماء للوضوء، ونذكر إن مقدمة المسجد بعد التوسعة الحديثة أصبحت خارج عرفات، ومؤخرة المسجد في عرفات.
أهمية مسجد نمرة
يعتبر هذا المسجد من أضخم المساجد التي تعج بالحجاج يوم التّاسع من ذي الحجة في يوم عرفات، وهذا المسجد هو معلم تاريخي مهم للأمة الإسلامية؛ لإنه مكان إلقاء خطبة حج الوداع الأخيرة لرسول الأمة عليه أفضل الصّلاة والسّلام، ومن منبره في يوم عرفة يتم الإستماع والإنصات إلى خطبة يوم عرفة في هذا اليوم المبارك، وفيه يصلي المسلمين صلاتي الظّهر والعصر جمع تقديم، ومن ثم يتوجهون لتكملة مشعر يوم عرفة، ويقضون وقتهم في الوقوف في جبل عرفة، وعند غروب الشّمس يودعون مسجد نمرة وجبل عرفات للإفاضة إلى المزدلفة لأداء صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير.