التحليل
طوال تطور الفلسفة كفرع فكري كان التقليد الفلسفي التحليلي يعتمد على التركيز وكذلك الممارسة، فالتحليل يعني فصل السؤال إلى مكوناته أو عناصره المكونة له، أي لتحديد السمات الأساسيّة أو الخصائص التي تحدّدها الظواهر أو المفاهيم في السؤال.
التحليل إذن هو وضْع حرِج ومُختزل، فالعملية الاختزالية في ذلك أنّه يقلل من الظواهر أو المفاهيم المعقّدة ويقطعها إلى مكوّناتها الأساسية والحيوية، بمعنى أنه عملية صارمة ومنهجيّة وعقلانيّة، بمعنى ما لاكتشاف الحقيقة حول الظواهر أو المفهوم في السؤال، والتركيز الرئيسي في التحليل الفلسفي هو على الأفكار والمفاهيم، والهدف الرئيسي في هذه المقالة هو تحديد ومناقشة المفاهيم الأكثر شيوعاً التي يبدو أن التحليل النظري والتحليل المنطقي يعتمد عليها.
أدوات التحليل
التحليل الفلسفي الجيد يعتمد على القدرة على إعطاء تعريفات دقيقة للمفاهيم وصياغتها جيداً، مع عزل وانتقاد الحجج المنطقية، والأدوات التحليلية المبدئية في التحقيقات الفلسفية هي:
- التحليل المفاهيميّ، أي العملية التي تسمح بإعطاء أو تحديد تعريف مفهوم ودقيق.
- التحليل المنطقي، أي القواعد والإجراءات التي تسمح بصياغة وتقييم الحجج بعقلانية.
الجمل والمقترحات في السؤال
والجملة هي البنية اللغوية التي تحوي القواعد النحوية في لغة معينة، مثلاً عند النظر في الهياكل اللغويّة التالية:
- القط الأبيض قبض على الفأر.
- القط الفأر الأبيض قبض.
نجد في كلتا الحالتين أنه يمكن للمرء أن يفهم كلمات فردية في إطار الهيكل، ولكن في المقابل نجد الجملة الثانية غير مفهومة، ما يميز الجملة الأولى عن الثانية إذن هو أن الجملة الأولى نحويّة بهيكل كامل، بالإضافة إلى كلمات مفردة أو منطقية، والفلاسفة عمدوا إلى استخدام بيان شروط أو اقتراح لتحديد ما يعبّر عن الجملة أو الوسيلة، فهذا الاقتراح يجعل التوكيد ممكناً، وبالتالي فهي حقيقة إما صحيحة أو خاطئة، فلذلك الجمل لا يُحكم عليها إما صحيحة أو خاطئة، بل هي إما نحوية أو غير نحوية.
الاحتمالات المنطقية في السؤال
لتكون الحقيقة ممكنة بالمعنى المادي يعني أن هذه الظاهرة المطروحة في السؤال موجودة، أو أنه يمكن أن يتم بناؤها باستخدام التكنولوجيا المتاحة، وأن تكون الحقيقة ممكنة بالمعنى المنطقي، يعني أن هذه الظاهرة المطروحة في السؤال يمكن أن تُعطى وصفاً ثابتاً، أي وصفاً لا يفترض أي تناقضات. وينبغي السؤال أن يكون واضحاً، وأن تكون الاحتمالات المنطقية تشمل أكثر من واحدة من الإمكانيّات المادية، ففي ظل الظروف الطبيعيّة لا يمكن لأي شخص القفز في المحيط الهادئ والتنفس تحت الماء مثلاً، لذلك ينيغي أن لا يوجد مستحيلات منطقيّة أو تناقضات في المطالبات التي يمكن لأيّ شخص عرضها، ولكن هناك احتمالات منطقيّة التي هي في هذه المرحلة من الزمن على الأقل تُعتبر من الاستحالات الماديّة. وهناك أيضاً بعض الاستحالات المنطقيّة، أي الكيانات أو المفاهيم التي لا يمكن أبداً أن تكون موجودة، أو التي تتناقض مع الفكر المجرد، فعلى سبيل المثال، من المستحيل تخيل مثلث من خمسة أضلاع.