محتويات
أحمد باي
هو حاكم الجزائر في الفترة التاريخية المحصورة بين 1826م وحتى 1848م، وهو أحمد بن محمد الشريف بن أحمد القلي، ولد في عام 1786م في القسطنطينية في الجزائر، وينحدر من سلالة عريقة، فكان والده خليفةً في فترة حكم الباي حسن، وكان جده حاكماً لمدة ستة عشر عاماً على بايلك الشرق، وتعود أصوله إلى العائلة العثمانية.
نشأة أحمد باي
نشأ أحمد باي يتيم الأب، وكان والده قد توفي اختناقاً، وعاشت أمه فترة صعبة بعد وفاة والده فأخذته وفرّت به هاربة إلى الصحراء ليتربى بين أخواله، ولتحميه من الدسائس التي كانت واقعة في البلاد في تلك الفترة، وأولاه أخواله كل الاهتمام والرعاية.
نشأ تنشئة سليمة، وتمكن من حفظ القرآن الكريم وهو في سن مبكرة، وكما درس اللغة العربية وقواعدها فأصبح فصيح اللسان، واستمد من أهل الصحراء خصالهم فاتصف بالكرم والأخلاق الحميدة.
قام أخواله بتعليمه فنون القتال وركوب الخيل، فاتخذ صفات الفارس المقدام وأصبحت هذه الصفة ملازمة له، وتعمق في علوم الدين أكثر، وعند بلوغه سن الثانية عشرة توّجه إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج، وانتقل بعدها إلى مصر حيث صُقلت شخصيته أكثر باكتساب العلوم والمعرفة هناك.
تولي أحمد المناصب الإدارية
حظي أحمد باي بثقة الحكومة فتم تعيينه قائداً لقبائل العواسي التي تقيم فوق أراضي منطقة عين البيضاء وما يحيط بها، وتساوي هذه الرتبة الممنوحة له رتبة أكبر ضابط في القصر، وتقع على عاتقه مسؤولية رقابة الناحية الشرقية لإقليم القسطنطينية ويمنح مسؤولية الإشراف على ثلاثمائة فارس، ويساعده في الإشراف والمسؤولية هذه أربعة مساعدين وهم الشاويش، والخواجا، والمكحالجي، والسراج، وقام نعمان باي باستدعاء أحمد باي بعد أن تنازل عن منصبه وقام بتوليته المنصب ذاته مرة أخرى، وذلك نظراً لخبرته الواسعة في الميدان، والتقى أحمد باي بحاكم مصر محمد علي عندما زارها واطلع على إنجازاته في حياته العملية.
حظي أحمد باي بالترقية في منصبه، وبعد مرور فترة من توليه الحكم اندلع نزاع بين الحاج أحمد باي وحاكم بايلك الشرق الجزائري الباي إبراهيم في الفترة ما بين 1820 و1821م، فتم عزل الحاج أحمد من منصبه وعلى الفور قام بمغادرة أراضي القسطنطينية خوفاً من الاغتيال متجهاً إلى الجزائر.
يشار إلى أن إبراهيم باي قام بإلصاق التهم والمكائد للحاج أحمد بأنه يعمل لصالح تونس على حساب الجزائر، وفي عام 1821م تمكن الداي حسين من معرفة الأمر على حقيقته وأصدر أمراً بقتل إبراهيم باي.
تعيين أحمد باي باياً
عاشت القسطنطينية في عهد أحمد باي بعد أن تمت توليته باياً على بايلك الشرق فترة من الازدهار، والاستقرار الكبير، وامتدت هذه الفترة حتى حلول عام 1837م، وكان في تلك السنة سقوط القسطنطينية، وقام الحاج أحمد باي بالعمل في الإقليم الشرقي بتوحيد القبائل الكبيرة وذلك عن طريق المصاهرة.
عمل على توطيد أواصر العلاقات بين شيوخ القبائل، وتمكن في الفترة التي تلتها من إثبات مدى كفاءته العسكرية والسياسية، وكان مخلصاً لوطنه، وتولّى قيادة الجيوش الجزائرية في معركتي القسطنطينية الأولى والثانية في شهر أكتوبر عام 1837م، وسقطت في تلك السنة القسطنطينية وتوّجه إلى حياة الترحال والانتقال بين الصحاري، وحرّض الشعوب والقبائل المقيمة في الصحاري على الثورة والمقاومة، وفي الخامس من تموز عام 1848 قام بتسليم نفسه وتم إجباره على الإقامة في العاصمة.
وفاة أحمد باي
توفي الحاج أحمد باي في عام 1851م بعد أن تم إجباره على الإقامة في العاصمة، وكان سبب وفاته غامضاً، وتشير بعض الروايات إلى أنه قد مات مسموماً، ودفن في منطقة سيدي عبد الرحمن الثعالبي في العاصمة.