عبدالله بن جعفر الملقب ببحر الجود
هو الصحابيّ الجليل عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، ويكنّى بأبي جعفر، ويعتبر واحداً من صِغار الصحابة سناً ورواة الحديث النبويّ الشريف، ولد في السنة الأولى للهجرة في الحبشة؛ ولُقّب ببحر الجود؛ نظراً لاتصافه بكرم النفس والعفة والجود؛ فكان واحداً من كرام بني هاشم.
حياة عبدالله بن جعفر
نشأ أبو جعفر وترعرع في كنف والديه في الحبشة؛ ويعتبر أول مولود في الإسلام في الحبشة؛ ورافق عائلته بعد الهجرة النبويّة الشريفة إلى المدينة المنورة، وعاش هناك فترة من فترات حياته، وحظي عبد الله بتكفّل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاة أبيه في السنة الثامنة للهجرة في غزوة مؤتة؛ فنشأ في رحاب آل البيت.
روى أبو جعفر عبد الله بن جعفر الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن سمعها عنه بالرغم من صغر سنه، لذلك يعتبر واحداً من صغار الصحابة، وكما أنه الأصغر سناً عند بني هاشم ممن صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشارك في مبايعة الرسول في سنة 8 للهجرة، كما روى الأحاديث عن أمه أسماء بنت عميس، والصحابة رضوان الله عليهم عمار بن ياسر، وعثمان بن عفان وأبي بكر الصديق وغيرهم، ويعتبر من الروُاة الذين استندوا إليه الجماعة في رواية الحديث عنه، ويذكر بأنه قد أُسند له أكثر من ثلاثة عشر حديثاً.
عَمِلَ رضي الله عنه في التجارة، فأصبح واحداً من كبار التجار ذوي الشأن الكبير في المدينة المنورة، وكما ذكرنا آنفاً كان مضرباً للمثل بالكرم والجود، وكان غنياً متنعماً بالغناء.
يُشار إلى أن هناك علاقة أُخوّة تربط بين أبي جعفر والصحابي الجليل محمد بن أبي بكر رضي الله عنهم جميعاً، وجاء ذلك بعد أن تزوجت والدته بأبي بكرٍ الصديق رضي الله عنه وأنجبت منه محمد، كما تجمعه أخوة بيحيى بن علي بن أبي طالب أيضاً، فقد تزوجت بنت عميس بعلي بن أبي طالب بعد وفاة أبي بكر رضي الله عنه، أما أبو جعفر فقد تزوّج من الصحابيّة زينب بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، وأنجب منها خمسة أبناء منهم محمد ومعاوية وعون وإسحاق وإسماعيل.
وفاة عبدالله بن جعفر
انتقل أبو جعفر عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه إلى جوار ربه بعد أن وافته المنيّة في السنة الثمانين للهجرة عن عُمر يناهز تسعين عاماً، ووارى جثمانه الطاهر ثرى مقبرة البقيع في المدينة المنورة.