بلدة خطاب
تقعُ بلدة خطاب على غرب ضفّة نهر العاصي في سوريا، وتحديداً في محافظة حماة، ويوجدُ فيها جسرٌ يسمح بالعبور للضفة الشرقيّة من النهر، وفيها الكثيرُ من الأراضي الزراعيّة؛ حيث تروى أراضي الجهة الشرقيّة من مياه نهر العاصي، أمّا الجهة الغربيّة فتروى من الآبار الارتوازيّة، ومن مياه سدّ الساروت، الذي يبعدُ حواليْ الثلاثة كيلومترات عن قلب البلدة، ومن أشهر محاصيل البلدة الدراق، والبطاطا، والخضروات، والخوخ.
يدينُ أغلبُ سكّان البلدة الذين يبلغُ عددهم حوالي اثنيْ عشرَ ألف نسمة بالديانة الإسلاميّة، حيث يوجد فيها عدّة مساجد منها: مسجد خطاب الكبير، ومسجد الحسن، ومسجد الإصلاح، ويعتبرُ مسجد خطاب الأثريّ الكبير من أكبر مساجد محافظة حماة، حيث يتّسع لحوالي ستة آلاف مصلٍّ.
سبب التسمية
يعودُ أصل اسم هذه البلدة لاسم أوّل مَن سكنها وهو خطاب الحوراني، قبلَ أكثر من خمسمئة عامٍ، حيث كان مسافراً عندما مرّ من البلدة، وأقام فيها، ثم بدأ بعدّة أعمالٍ فيها قبل قراره بالاستقرار، حيث كانتِ البلدة قبل قدومِه أنقاضاً لخربةٍ كان اسمها "جلين"، والتي سُكِنت قبل آلاف السنين.
تاريخ البلدة
يعتبرُ مرور نهر العاصي من هذه البلدة سبباً جعل منها محطّةً لكثيرٍ من الأقوام التي سكنتْها عدّةَ عقود، وقد عُرفتْ الأقوام التي سكنتْها بما خلّفته من آثارٍ ونصالٍ حديديّةٍ وغيرها مما يدلُّ على وجودها، ومن الأقوام التي سكنت هذه البلدة الآراميّون، وهم الذين أطلقوا اسم جلين عليها، ويعني هذا الاسم بلغتهم القبّة؛ وذلك لأنّ السفحَ الذي بنيْت عليه البلدة كان مواجهاً للشمس عند شروقها.
أطلِق اسم خربة جلين على آثار المكان الذي سكنه الآراميّون، ومن بعدها تمّ تغيير اسم البلدة إلى بلدة خطاب، عندما مرّ بها شخصٌ اسمه خطاب قبل حوالي خمسمائة عامٍ، أمّا خلال القرنين التاسع عشر والعشرين وخلال الحكم العثمانيّ والاحتلال الفرنسي فكان نظام الإقطاع مستحوذاً على أغلب الأراضي في القرية، خاصّةً المناطق القريبة من النهر والوادي، مما جعلَ الحركة صعبةً على سكان تلك المناطق؛ حيث كانت البيوت مبنيةً بجانب بعضها البعض، وظلّ هذا الوضع قائماً حتى عام ألفٍ وتسعمائةٍ وخمسةٍ وستين، عندما صدر قانون الإصلاح الذي سمحتْ الحكومة بموجبِه لأهالي القرية بالانتقال إلى الجهة الغربيّة من السهل.
أمّا البلدة الحاليّة فقد بنيت بمخطّطٍ مدنيّ حديثٍ؛ حيث تمّ شق الشوارع والطرق الجديدة المعبّدة، وتم توزيع الخدمات والمرافق العامّة فيها، مثل الحدائق العامّة، لتصبحَ اليوم من أجملِ البلدات السوريّة.