هل انت قائد جيد ام قائد سيء

كتابة - آخر تحديث: ٧:٠٤ ، ٢٨ أغسطس ٢٠١٤
هل انت قائد جيد ام قائد سيء

القيادة هي تقريباً أحد المفاهيم التي يتحدث عنها الناس في حقل النشاط التجاري أكثر من غيرها، ولكنها برغم ذلك لا تفهم فهما سليماً، وتتعلق القيادة بإنجاز المهام ومساعدة الناس على تحقيق أقصى حد من الإنجازات التي تؤهلهم لها إمكانياتهم، وقد أثبتت لي تجاربي أن أغلب أماكن العمل تفشل في الاستفادة من قدرات وإمكانيات الأشخاص الذين يعملون بها، والسبب في ذلك هو أنهم يمارسون مفاهيم قيادية قديمة قد عفا عليها الزمن، أي أنهم يمارسون أسطورة القيادة، والأسطورة شيء غير حقيقي، إلا أن الناس يعتقدون بصحتها، وكما هو الحال في كثير من الأشياء في الحياة، فثمة عدد من الأساطير تحيط بمفهوم وممارسة القيادة، ومن السيئ أن هذه الأساطير تحرم الأشخاص الأكثر تأهيلاً من الصعود إلى القمة، وإنني لأمل من خلال عرضي لهذه المفاهيم القيادية أن أفند كثيراً من المعتقدات المغلوطة بشأن القيادة.

الأسطورة الأولى :

القيادة ملكة نادرة لا يملكها إلا قليل: لا يزال كثير من الناس يعتقدون أن القادة يولدون و لا يصنعون، وهو قول أبعد ما يكون عن الحقيقة، فلأغلب الناس إمكانية أن يصبحوا قادة أفذاذاً، فليست القيادة كحبة الدواء، فهي شأنها في ذلك شأن أغلب المهارات المكتسبة تتطلب وقتاً وتمريناً وكثيراً من التجارب والأخطاء، والعنصر الرئيس في نجاح الناس قادة يتمثل في قدرتهم على الاهتمام بالآخرين، أما العنصر الثاني فهو الإحساس بإمتلاك هدف ورسالة أو رؤية، والقائد الفذ يحدد المسار ويزود أتباعه بالتوجيهات.

الأسطورة الثانية :

القادة يتمتعون بكاريزما شخصية: صحيح أن كثيرا من القادة يتمتعون بكاريزما شخصية، إلا أن التمحيص الدقيق يظهر لنا أن أغلب القادة لا يملكون هذه الكاريزما، فقد ثبت أنه قد كان لدى البعض من مشاهير القادة في العالم معايب أو نقائص في شخصياتهم، وفي الدور القيادي تبرز أهمية مهارات الأشخاص، بل تكون أهم المهارات الفنية وعلى كل حال، فإن أفضل القادة هم الذين يسعون لتحقيق هدف معين، فهدفك ورسالتك وقضيتك في الحياة هي التي تجعلك شخصا يمتلك كاريزما وليس العكس.

الأسطورة الثالثة :

القائد هو الشخص الذي يشغل الدرجة أو المنصب الأعلى : من ناحية مثالية فإن أكبر موظف في الشركة يجب أن يكون قائدا ممتازا، إلا أن القيادة الشرعية لا ترتكز إلى الموقع أو الرتبة، بل ترتكز إلى الفعل والأداء والقدرة والكفاءة، والشركات الأفضل تجهد من أجل تطوير وإيجاد أكبر عدد من القادة، والناس عادة ينجذبون نحو الأشخاص الذين يرغبون في إتباعهم والعمل معهم، فليس ثمة توصيفات وظيفية أو ألقاب وظيفية، كما تقل القوانين واللوائح.

1,224 مشاهدة