بلدة مسحرة
تقع بلدة مسحرة في شرق محافظة القنيطرة السورية وعلى بعد 12 كم منها، وهي إحدى قرى الجولان في سوريا.
سبب التسمية
يعود أصل تسمية بلدة مسحرة بهذا الاسم إلى قصّة التل المجاور للبلدة، والذي كان شبيهاً بحدائق الجنة، وأشهر ما به هو قمّته التي كانت مخصصةً للسهر وإراحة النفس وإزاحة الهم والغم عن القلب، وكانت هذه القمة خاصةً بسبعةٍ من الملوك في العهد الآرامي، وكانت آنذاك تسمّى مسهرة نسبة للسهر في قمة تلك التلة، وظلّت آثار تلك التلة والحديقة الغناء لعدة أجيال، حيث كانت أشجار اللوز، والإجاص، والتين، والرمان، والزيتون تزين الحديقة.
التاريخ
ظلّت مسحرة غناء ممتلئةً بالأشجار حتى بدأت عمليات الإبادة للغابات والحدائق والمباني، وفي القرن العشرين في العهد العثماني كانت مكاناً أثرياً أو خرابةً يأوي إليها اللصوص، والمطلوبين للعدالة، وقطاع الطرق، وكان كل من يمر بتلك المنطقة يتجنب دخول هذه الخرابة؛ خوفاً منها لأن عمقها يمتد لعدة عصور عاشها الإنسان، من العصر الحجريّ إلى البرونزيّ، والحديديّ، وألأراميّ، واليونانيّ، والرومانيّ، والبيزنطي، والإسلامي، لنهاية العهد العباسي. وهذا كله تم معرفته عن طريق الآثار التي تم العثور عليها من خلال المنقبين، وقد أكّد الباحثون أنّ الكتابات التي تمّ العثور عليها في مسحرة تعطي معلوماتٍ مهمّةً جداً عن حياة المجتمع في القرى الجولانيّة في العصر الرومانيّ، وهذه الكتابات كانت منقوشةً على الحجارة البازلتيّة باللغة الإغريقيّة، وتشير جميع الآثار والكتابات والنقوش التي تمّ اكتشافها في مسحرة إلى غنى تلك القرية وجمالها، وإلى بعض العبادات الوثنية، وبناء الكنائس، وبعض عادات الجنائز آنذاك، وغيرها ممّا اكتشفه علماء الآثار والتنقيب.
آل الجباوي
تعدّ قرية مسحرة إحدى قرى آل الجباوي، وهي خمسة قرى تتفرع من جبال أم القرى، وهذه القرى هي: مسحرة، أم باطنة، وممتنة، وأيوبا، والكوم، وآل الجباوي ينتشرون أيضاً في العديد من قرى حوران ويزيد عددهم عن مئتي ألف نسمة، ويتولى مشيختهم آل أبو رومية، وبعد حدوث عدة صراعات بين العائلات والأهالي في جبا، خرج بعض الأهالي من القرى، منهم من ذهب مهاجراً، ومنهم من ذهب راحلاً نحو الغرب، أمّا اليوم فقرية مسحرة كغيرها من القرى السورية، تغيرت جداً بسبب الحروب فسقطت بعض المباني ورحل بعض الأشخاص، إّما طلباً للعلم، أو سعياً للرزق، أو هرباً من الحرب. ولكن رغم التغيرات الكبيرة التي حدثت لهذه القرية إلا أن تاريخها عريقٌ جداً ومحفوظٌ في وثائق تحكي عن جمالها وعن العصور التي عاشتها قديماً، والملوك الذين جعلوا منها مكاناً للراحة والاستجمام.