الصلاة
هي عمود الدين، وهي ركن أساسي من أركان الإيمان، والتي لا يصح دين المسلم ولا يكتمل إلّا بها، وبها نميز بين طريق الهدايا والضلال، وفيها أيضاً مغفرة للمعاصي والذنوب، ونجاة من نار جهنم وعذابها، لذلك أمرنا الله تعالى بأدائها، والحفاظ عليها، كما أكد الإسلام على ضرورة الالتزام بها، لما لها من فوائد عظيمة في الدنيا والآخرة. وكذلك أعطى الإسلام للمسلم الأعذار والرخص في حالِ عدم قدرته على إتمام صلاته، ومنها أداء صلاة القصر، وهذا ما سوف نتحدث عنه في هذا المقال.
صلاة القصر
صلاة القصر هي أن يختصرَ العبد الصلاة الرباعية إلى ركعتين فقط، أي أنه لا يجوز القصر في صلاة الفجر؛ لأن عدد ركعاتها الفرض ركعتان فقط، كما أنّ صلاةَ المغرب لا يجوز القصر فيها؛ لأن عدد ركعاتها الفرض ثلاث ركعات فقط، ويعتبر قصر الصلاة في السفر أفضل من إكمالها؛ وذلك لأنها رخصة وهدية من الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين والمتقين.
أوقات قصْر الصلاة
إن قصر الصلاة من الرخص التي أعطاها الله سبحاته وتعالى للمسلم للتخفيف عنه، ولا تقصر الصلاة إلا في حال توافرت الشروط التالية:
- ألاّ يباشر المسلم في القصر إلا إذا تجاوز حدود بلده وبساتينها وضواحيها، فلا يجوز القصر قبل ذلك.
- أن يكون نية للقصر قبل كل صلاة يؤديها المسافر.
- أن يكون القصر في الصلاة الرباعية فقط.
- ألاّ تكون الإقامة أكثر من أربعة أيام، فإذا نوى المسافر أن يقيم أكثر من ذلك، فيجب عليه أن يتم صلاته.
- أن يبلغ المسافر مسافة 85كم وأكثر.
- أن يكون السفر لأمر مباح أو لطاعة، لا لارتكاب المعاصي والآثام، لأن الرخص في الإسلام لا يجوز أن تتعلق في الآثام والمعاصي، لقوله تعالى: "فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " (سورة الأنعام الآية، 145).
- أن ينتهي وقت القصر في حال وصول المسافر لوطنه، أو في حالة وصوله لمكان زوجته المدخول فيها، فعندها ينتهي القصر في الصلاة.
حكم صلاة القصر
حكم صلاة المسافر سنة مؤكدة إذا أتمّ شروط القصر، حيث كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقصر في الصلاة في جميع تنقلاته وأسفاره، لذلك لا يجوز تركها، كما لا يجوز للمسافر أن يترك صلاة الجماعة من أجل أداء صلاة القصر، فإذا كان المسافر يصلي وراء إمام مقيم، فوجب علبه إكمال الصلاة خلف الإمام.