احتباس الماء بالجسم
يعرف احتباس الماء (بالإنجليزية:Water retention) في الجسم، بأنّه تراكم كميّات كبيرة من الماء في أيّ جُزء منه، سواءً كان هذا الاحتباس في الجهاز الدوراني، أو في الأنسجة، أو التجاويف المُختلفة من الجسم، ويُعزى ذلك لأسباب عِدّة، ومن الجدير بالذكر أنّ الماء يُشكّل ما نسبته 70% من كُتلة الجسم،[١] إذ يُعدّ احتفاظ الجسم بالماء بكمّيات قليلة أمرأً طبيعياً وشائعاً، ولا يتسبّب في حدوث أية مشاكل لدى الشخص غالباً، إلا أنّه من الممكن أن يشعر بوزنٍ زائد وثقل في الجسم، وأنّ الملابس أصبحت ضيقة.[٢]
علاج احتباس الماء بالجسم
هناك عِدّة طُرق يُمكن من خلالها مُعالجة مُشكلة احتباس الماء في الجسم، والتخلّص من الكميّة الزائدة منه، نذكر منها:[٣]
- تجنّب تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الأملاح؛ إذ إنّ تناول كمّيات كبيرة من الأطعمة المالحة، والتي تحتوي على أملاح كلوريد الصوديوم على وجه الخصوص، يؤدّي إلى تجمّع الماء في الجسم واحتباسه، بالإضافة إلى الأطعمة الجاهزة تحتوي على نسبة عالية من الأملاح، فيجب تجنّبها، أو التقليل من تناولها قدر الإمكان.
- تناول كميّات كبيرة من الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم، ومن الأمثلة على هذه الأطعمة الحبوب الكاملة، والشوكولاتة الدّاكنة، والخضروات ذات الأوراق الخضراء، والمُكسّرات، كما يُمكن الحصول على هذا العنصر عن طريق تناول المُكمّلات الغِذائيّة، لما يحمله من فوائد في منع حدوث احتباس للسّوائل في الجسم، خاصّةً في الفترة التي تسبق الحيض.
- تناول كميّات كبيرة من الأطعمة الغنية بـ فيتامين ب6؛ الذي يُمكن الحصول عليه عن طريق تناول الموز، والجوز، والبطاطا، واللحم، حيث يعمل هذا الفيتامين على تقليل حدوث احتباس للسّوائل في الجسم.
- تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم: يحتوي كل من الموز، والأفوكادو، والبطاطا، على نسب عالية من البوتاسيوم الذي يعمل على منع احتباس السّوائل في الجسم، من خلال تقليل كميّة الصوديوم في الجسم، وزيادة كميّة البول.
- تناول نبات الهندباء (بالإنجليزية: Dandelion)؛ حيث تُعتبر هذه العُشبة مُدرّاً طبيعياً للبول، فتعمل على زيادة كميّة البول، الأمر الذي يُؤدّي إلى المُساعدة على التّخلّص من كميّة السّوائل المُحتبسة والمُتجمّعة في الجسم.
- تجنّب تناول الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات المُكرّرة (بالإنجليزية: Refined Carbs)؛ مثل سُكّر المائدة المُصنّع، والدقيق الأبيض، فهذه المواد تعمل على رفع مستوى السّكر والإنسولين في الدم، إذ إنّ ارتفاع الإنسولين يُؤدّي إلى زيادة عمليّة إعادة امتصاص الصوديوم في الكلى، ممّا يؤدّي إلى ارتفاع نسبته، الأمر الذي يؤدي إلى تجمّع السّوائل واحتباس الماء في الجسم.
- تناول الأدوية المُدرّة للبول، فهي تعمل على التّخلص من كمّيات الصوديوم والسّوائل الزائدة في الجسم، والتخلّص منها عن طريق التّبول.[٤]
أسباب احتباس السوائل بالجسم
هناك عِدّة أسباب من شأنها أن تُؤدّي إلى إحتباس السوائل في الجسم، نذكر منها ما يلي:[١]
- ارتفاع ضغط الدّم أو ضعف جُدران الشعيرات الدّمويّة: ممّا يؤدّي إلى تجمّع السّوائل بكمّيات كبيرة في منطقة السّائل بين الخلوي المُحيطة بالشعيرات الدمويّة في الأنسجة، ولأنّ كميّة السائل المُندفعة من داخل الشعيرات الدّمويّة إلى المنطقة بين الخلويّة لا تعود إلى الشعيرات الدمويّة مرّة أخرى، تزداد كميّة السّوائل في منطقة السائل بين الخلوي، ومن ثم تنتقل هذه السوائل إلى النسيج، ممّا يؤدّي إلى انتفاخه، واحتباس الماء فيه.
- احتقان الجهاز اللّمفي: ففي هذه الحالة تقلّ سُرعة تصفية الماء والسائل اللّيمفي الموجود في الأنسجة والتجاويف المُختلفة إلى الدم، لدرجة تجمُّع هذه السوائل في الأنسجة، ممّا يؤدّي إلى انتفاخ عدّة مناطق في الجسم منها البطن، والكاحل، والسيقان، والأقدام.
- عدم الحصول على القدر الكافي من البروتين عن طريق الغذاء: مسبباً نقص نسبة البروتين في الدم، الأمر الذي يُؤدّي إلى صعوبة انتقال الماء من الأنسجة إلى الأوعية الدموية، وتجمّعه في الأنسجة، وفي الحقيقة تظهر هذه الحالة لدى الذين يُعانون من المجاعات الشديدة، فنجد أنّ منطقة البطن تكون مُنتفخة بسبب احتباس الماء، وذلك لعدم تناولهم للأطعمة التي تحتوي على البروتينات.
- الإصابة بالتهاب ما: عند الإصابة بالالتهاب، يُنتج الجسم الهستامين الذي بدوره يعمل على زيادة نفاذيّة الشعيرات الدّمويّة للسّماح لكريات الدم البيضاء الوصول إلى مكان الالتهاب ومُكافحة العدوى، الأمر الذي يؤدّي إلى انتقال الماء أيضاً إلى الأنسجة وتجمّعه، وانحباس السّوائل فيها.
- قبل فترة الحيض: يحدث احتباس للسّوائل قبل فترة الحيض ممّا يُسبّب انتفاخ الجسم، وحدوث ألم عند لمس الثدي، ويُعزى ذلك إلى حدوث تغيّر هرموني في هذه الفترة، كما أنّ لتناول بعض الأنواع من الأطعمة دور كبير في حدوث احتباس الماء في الجسم خلال فترة ما قبل الحيض، كتناول الأطعمة المالحة التي تحتوي على نسبة عالية من الصوديوم، أو تناول الأطعمة التي تحتوي على كميّات مُنخفضة من البروتينات، بالإضافة إلى أنّ المعاناة من أمراض الغدّة الدرقية، والتعرّض للدغات بعض الأنواع من الحشرات في هذه الفترة يسبب احتباس السوائل في الجسم.
- تناول بعض أنواع من الأدوية، مثل الأدوية التي تحتوي على الإستروجين، ومضادات الالتهاب اللاستيرويدية (بالإنجليزية: Non steroidal anti-inflammatory drugs)، وحاصرات مُستقبلات بيتا (بالإنجليزية: Beta-blockers)[١]، ومضادّات الاكتئاب، والعلاج الكيماوي.[٤]
- الحمل والحيض: يُعدّ احتباس السّوائل في فترة الحمل أمراً شائعاً.[٣]
- البقاء في الفراش مُدّة طويلة: فالأشخاص الذين يلتزمون الفراش لفترات طويلة، تزداد لديهم فُرصة الإصابة باحتباس الماء في الجسم.[٣]
- الرحلات الجويّة: إذ يُعاني مُسافري الرحلات الجويّة لمسافات طويلة من البقاء على نفس وضعيّة الجلوس طوال مُدّة الرّحلة، ممّا يُؤدي إلى احتباس الماء في الجسم.[٣]
- مشاكل صِحيّة: من الممكن أن يتسبّب فشل القلب (بالإنجليزية: Heart failure)، أوالإصابة بأمراض ومشاكل في الكلى، باحتباس السّوائل في الجسم، الأمر الذي يتطلّب تدخّل طبّي سريع.[٣]
- الإصابة بسرطان الكلى، أو الكبد، أو المبايض، أو الإصابة بتشمّع الكبد.[٤]
المراجع
- ^ أ ب ت Christian Nordqvist (5-12-2017), "What's to know about water retention?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 29-3-2018. Edited.
- ↑ Jennifer Purdie (17-3-2017), "Everything You Need to Know About Water Retention"، www.healthline.com, Retrieved 29-3-2018. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج Hrefna Palsdottir (3-6-2017), "6 Simple Ways to Reduce Water Retention"، www.healthline.com, Retrieved 29-8-2018. Edited.
- ^ أ ب ت "Why Am I Retaining Water?", www.webmd.com, Retrieved 29-3-2018. Edited.