القراءة والتعلم
القراءة هي سبب نشوء الحضارات الإنسانية وتطورها، فهي الكلمة الأولى التي أمر بها الله تعالى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم من خلال الوحي جبريل عليه السلام بأن يقرأ، وبالقراءة تزداد المعرفة لدى الشخص وتزداد قدرته على فهم ما يُحيط به وتطوير ما يحتاج إليه لخدمة حياته.
مع زيادة هذه المعرفة تزداد قوّة المجتمع ويصبح قادراً على الاعتماد على نفسه بعيداً عن الاتكال على المجتمعات الأخرى التي قد تستغل حاجته لمصالحها والسيطرة عليه ونهب خيراته، كما يُمكن من خلال القراءة التعرّف على تاريخ الأمم ومعرفة عادات وتقليد الشعوب الأخرى والتفاعل معها بشكلٍ أفضل، وقد تكون هذه القراءة من الكتب أو من خلال الأجهزة الذكية مثل الحواسيب والآيباد وغيرها من الأجهزة التي يمكن حفظ الكتب المختلفة على شكل برامج.
تتعدّد أهداف القراءة التي يلجأ إليها الأشخاص؛ فهناك القراءة للمتعة ولقضاء الوقت وللتسلية، وهناك القراءة التي تعتمد عليها الدراسة الأكاديمية وغيرها، ولكن على اختلاف الأهداف من القراءة إلا أنَّ الشخص الذي يرغب بترسيخ ما يقرؤه ويستطيع استرجاعه لاحقاً عليه اتباع طريقة قراءة المادة قراءةً تمهيديةً سريعةً، فما أهميّة هذه القراءة التمهيدية وما هي فوائدها؟
أهمية القراءة التمهيدية السريعة
تعتبر القراءة التمهيديّة السريعة من خطوات النجاح في القراءة للطلاب بشكلٍ عام وخاصةً لطلاب التوجيهي؛ فالكثير من الطلاب يخفقون على الرغم من دراستهم لساعاتٍ طويلةٍ للمادة ولكن يكون السبب هو عدم فتح المجال أمام الدماغ لاستقبال المعلومات بالشكل الصحيح.
القراءة التمهيدية السريعة تتم من خلال قراءة المادة بشكلٍ سريع وعدم التمعن فيها بشكلٍ كبيرٍ أو محاولة الوقوف على كل نقطة، وإنما يقرأ القارى أربع إلى خمس كلمات في الوقت نفسه، بينما القراءة البطيئة يقوم القارىء فيها بقراءة كلمةٍ واحدةٍ في كل مرةٍ.
يستطيع الدماغ من خلال القراءة التمهيدية أن يأتي على جميع المعلومات وترسيخ بعضها وحفظها، كما أنه يكون قادراً على ربط المعلومات معاً، فعند قراءة الشخص للمادة بشكلٍ بطيءٍ فإن الدماغ يستطيع ربط المعلومات التي يمر عليها القارىء مع ما هو آتٍ مما يجعله يركِّز على ما يحتاجه لاحقاً في المادة، وهذا يزيد من الحفظ وترسيخ المعلومات المهمة.
إنّ عملية القراءة البطيئة التي تأتي بعد القراءة التمهيدية تصبح أسهل على الدماغ؛ حيث يشعر بأن هذه المعلومات مرت عليه ويستطيع التعامل معها بشكلٍ أفضل مما لو قام الشخص بالقراءة البطيئة مباشرةً فسيجد الدماغ صعوبةً في التعامل مع المعلومات ويحتاج إلى وقتٍ أطول للتعامل معها.