محتويات
حليب الإبل
يُعدُّ الحليب بشكلٍ عامٍ من الأغذية الرئيسية، ويمكن الحصول على الحليب ومشتقاته من العديد من المصادر لتشمل؛ الأبقار، والأغنام، والإبل، والماعز، وغيرها، كما يمكن الحصول عليه من مصادر أخرى غير حيوانية؛ مثل: حليب الصويا، وجوز الهند، واللوز، والكتان، والأرز، واستعمل حليب الإبل منذ عدّة قرون وهو مشابهٌ إلى حدٍ كبيرٍ حليب الأم، فهو ذو لونٍ غامقٍ، ويتمتع بطعمٍ حلوٍ حاد، وقد يكون مالحاً في بعض الأحيان، ويمكن الاحتفاظ بحليب الإبل فترةً أول دون الحاجة إلى تبريده مقارنةً مع حليب البقر، فهو يتحمض في فترةٍ زمنيةٍ أطول، ويختلف إنتاج الإبل للحليب باختلاف سلالتها، ومرحلة الرضاعة، وظروف التغذية التي تتعرض لها، ولكن بشكلٍ عام فإنَّ الإبل تنتج ما يقارب 17-26 لتراً لكل يوم.[١][٢]
فوائد حليب الإبل
يرتبط حليب الإبل بالعديد من الفوائد الصحية، ومن أهمها:[٢]
- امتلاك قيمةٍ تغذويةٍ: إذ يمتلك حليب الإبل تركيباً غذائياً مميزاً؛ وذلك لاحتوائه على كمياتٍ أقل من الدهون، وغالباً ما يتكون من الدهون غير المشبعة، والحمض الدهني الأوميغا-3، والكوليسترول، وسكر اللاكتوز؛ الذي لا ترتبط بإظهار أعراض حساسية اللاكتوز لدى الإنسان، كما يحتوي على كمياتٍ أعلى من المعادن، والفيتامينات؛ كفيتامين ج، والكالسيوم، والحديد عند مقارنته بالمصادر الحيوانية الأخرى من الحليب، أما بالنسبة لمحتواه من البروتينات؛ فيحتوي حليب الإبل على عددٍ من البروتينات الوقائية؛ التي تساهم في الحفاظ على الجسم بحالةٍ جيدةٍ، بالإضافة إلى احتوائه على مضادات للجراثيم، والفيروسات، والفطريات.
- احتمالية علاج أمراض الكبد: إذ يُعدُّ التهاب الكبد الوبائي من الأمراض المنتشرة في جميع أنحاء العالم، ويتطلب الحصول على مطاعيم للوقايةِ منه، وتُظهر المنشورات العلميّة أنَّ حليب الإبل يشفي التهاب الكبد الفيروسي ب، وج، كما أنَّ محتواه من الدهون يمتلك تأثيراتٍ مفيدةٍ على مرض الكبد المزمن، بالإضافة إلى ذلك فإنَّ حليب الإبل قد يُحسّن من وظائف الكبد بشكلٍ عامٍ؛ وذلك بسبب احتوائه على تراكيز عاليةٍ من فيتامين ج، أو حمض الأسكوربيك (بالإنجليزيّة: Ascorbic acid).
- إمكانية الوقاية من مرض السكري: إذ يحتوي حليب الإبل على كميةٍ كبيرةٍ من الإنسولين؛ الذي يساعد على الوقاية، أو حتى علاج النوع الأول، والثاني من مرض السكري، وقد أشارت الدراسة التي أجرت تحاليل على هذا الحليب، وسبب وجود هذه القدرة الوقائية إلى أنَّ اللّتر الواحد من حليب الإبل يحتوي على 52 وحدة من الإنسولين؛ أيّ ما يعادل 60% من الإنسولين الخارجي الموصى به للمرضى المصابين بالنوع الأول من مرض السكري، وتبيّن في الدراسات أنَّ الاستهلاك اليومي لحليب الإبل مدّة سنتين كان له الأثر الكبير في خفض مستويات سكر الدم لدى الأشخاص الذين يعانون من النوع الأول، والثاني من السكري، وقد بينت دراسةٌ أخرى أجريت على سكان الراديكا في ولاية راجستان المعتادين على استهلاك حليب الإبل أنَّ نسبة انتشار السكري بين هذه الفئة كانت 0%.[٣]
- امتلاك تأثيرات العلاجية لمرض اضطراب طيف التوحد: وهو اضطرابٌ حادٌ يحدثُ في النمو العصبي، ويترافق بضعفٍ في السلوك الاجتماعي، كما يرتبط بارتفاع معدل الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، وأمراض الجهاز الهضمي، وبينت الدراسات أنَّ الإجهاد التأكسدي يلعب دوراً هاماً في الإصابة بالعديد من الأمراض العصبية؛ ومن ضمنها اضطراب طيف التوحد، وتبين في دراسةٍ أنَّ حليب الإبل قد يمتلك تأثيراً يُقلل من الإجهاد التأكسدي عن طريق الإنزيمات، والجزيئات غير الإنزيمية المضادة للأكسدة، مما يؤدي إلى تحسين سلوك التوحد، ولكن تبقى الحاجة ملّحةً لإجراء المزيد من الدراسات على نطاقٍ أوسعٍ؛ وذلك لتحديد الجرعة، والفترة الزمنية اللازمة لاستهلاك حليب الإبل، ومؤشراته الحيوية للتأكسد، وبالتالي علاج اضطراب طيف التوحد.[٤]
- احتمالية تقوية جهاز المناعة: إذ يُعدُّ الشرب المنتظم لحليب الإبل من الأمور التي قد تؤدي إلى الحصول على جهازٍ مناعيٍّ أقوى؛ وذلك لاحتوائه على العديد من البروتينات الوقائية؛ وأبرزها اللاكتوفيرين (بالإنجليزيّة: Lactoferrin)؛ الذي يُعتبر مضاداً للبكتيريا، والالتهابات، كما أنَّه يتمتع بنشاط مضاد للأمراض كفيروس العوز المناعي البشري، والتهاب الكبد، بالإضافة إلى احتواء هذا الحليب على الغلوبيولين المناعي (بالإنجليزيّة: Immunoglobulin)؛ الذي ينتقل من الإبل المرضعة إلى الحليب، ويتمتع بالعديد من الوظائف العلاجية أيضاً، ومن الجدير بالذكر أنَّ حليب الإبل لا يحتوي على بروتين بيتا-كازين، والمواد الأخرى الموجودة في حليب الأبقار، والمرتبطة بإحداث اضطرابات حساسية عند الأطفال.[٥]
- احتمالية الوقاية من مرض السرطان: حيث لوحظ مؤخراً أنَّ معظم التأثيرات الإيجابية لحليب الإبل تأتي بشكلٍ خاص من جزيئاته النانونية التي تُعرف بالإكسوزومات (بالإنجليزيّة: Exosome)، وتبين في دراسةٍ أجريت لمعرفة تأثير هذه المواد أنَّ محتوى حليب الإبل ومشتقاته من الإكسوزومات قد أظهر تأثيراتٍ مضادةٍ للسرطان، وقد يرجع هذا الأثر لاستحداثه موت الخلايا المبرمج؛ الذي يُخلص الجسم من الخلايا التالفة، ويحدّ من تطورها إلى خلايا سرطانية، بالإضافة إلى تثبيطه للإجهاد التأكسدي، والالتهابات.[٦][٧]
السلامة العامة عند استعمال حليب الإبل
تتضمن معاملة الحليب أياً كان مصدره إخضاعه إلى عملية بسترةٍ بشكلٍ دائم؛ وذلك وفقاً لما تنصه القوانين الصادرة من المجالس الوطنية؛ التي تُعنى بإدارة الأغذية، ويأتي هذا للتخلص من البكتيريا التي يحتوي عليها الحليب، ولكنّ المشكلة أنَّ عملية البسترة تتخلص من جميع أنواع البكتيريا دون التميز بين الأنواع النافعة، والضارة، ولكن احتواء حليب الإبل على موادٍ مضادةٍ للبكتيريا فإنَّ ذلك يتيح الاستفادة منه دون إخضاعه للبسترة، وذلك بعد إتمام الفحص المخبري الموثوق له، الذي يُعطي بنتيجته أنَّ الحليب خالٍ من مسببات الامراض، وقد ظهر حديثاً أنَّ هناك أمراضاً ناتجةً عن التعرّض لفيروس كورونا؛ وهو فيروسٌ حيوانيّ ينتقل بين الحيوانات والأشخاص، مما أدى إلى الإصابة بمرض متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وأشارت الأبحاث إلى أنَّ الإصابة بهذا الفيروس قد يحدث لدى الأشخاص الذين تعاملوا بشكلٍ مباشرٍ، أو غير مباشرٍ مع الإبل المصابة بهذا الفيروس، ولذلك يُوصى دائماً باتباع أعلى معايير النظافة العامّة خاصةً عند التعامل المباشر مع الإبل.[٨][٩]
فيديو فوائد حليب الإبل
قد تعتبر شربه غريباً، لكن فوائده تضاهي غرابته!:
المراجع
- ↑ Megan Ware (25-7-2017), "A2 milk: What you need to know"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 30-3-2019. Edited.
- ^ أ ب Wajiha Gul, Najaf Farooq, Dania Anees, and others (12-2015), "Camel Milk: A Boon to Mankind"، www.arcjournals.org, Retrieved 30-3-2019. Edited.
- ↑ Daniel Rasolt (27-4-2014), "Camel Milk Helps Prevent Diabetes"، www.defeatdiabetes.org, Retrieved 30-3-2019. Edited.
- ↑ Laila AL-Ayadhi , Nadra Elamin, "Camel Milk as a Potential Therapy as an Antioxidant in Autism Spectrum Disorder (ASD)"، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 30-3-2019. Edited.
- ↑ Zafar Rasheed, "Medicinal values of bioactive constituents of camel milk: A concise report"، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 30-3-2019. Edited.
- ↑ Abdelnaser Badawy, Mohammed El-Magd,Sana AlSadrah (10-7-2018), "Therapeutic Effect of Camel Milk and Its Exosomes on MCF7 Cells In Vitro and In Vivo"، www.journals.sagepub.com, Retrieved 30-3-2019. Edited.
- ↑ "Apoptosis", www.cancerquest.org, Retrieved 30-3-2019. Edited.
- ↑ Avi Levy, Lillian Steiner, Reuven Yagil (31-12-2013), "Camel Milk: Disease Control and Dietary Laws ", Journal of Health Science, Page 48-49. Edited.
- ↑ "Frequently asked questions on Middle East respiratory syndrome coronavirus (MERS‐CoV)", www.who.int, 21-1-2019، Retrieved 30-3-2019. Edited.