التثاؤب
التثاؤب هو فتح الفم بطريقة غير إرادية مع أخذ نفس طويل من الهواء، وفي الغالب يرتبط حدوث التثاؤب بالنعاس، ومن الجدير بالذكر أنّ التثاؤب هو استجابة طبيعية من الجسم للنعاس أو التعب، كما أنّ التثاؤب قد يحدث عند رؤية الشخص لشخص آخر يتثاءب، وعند البدء في التثاؤب يزيدد التمدد القوي للفك من تدفق الدم إلى الرقبة، والوجه، والرأس، كما أنّ أخذ النفس العميق أثناء التثاؤب يعمل على تدفق السائل الشوكي والدم من الدماغ، ويعمل الهواء البارد الداخل إلى الفم على تبريد هذه السوائل، وبالتالي فإنّ عملية التثاؤب تتسبب بتبريد أسطح الدماغ، وتتراوح الأسباب التي تؤدي إلى حدوث التثاؤب من مجرّد التعب إلى ظهورها كآثار جانبية لأدوية معينة، وحدوث التثاؤب الزائد يُعرّف على أنّه التثاؤب الذي يحدث بكمية أكبر من الكمية المتوقعة، وذلك حتى بالنسبة لشخص يعاني من النعاس، حيث إنّ التثاؤب بشكل مفرط يعني اتخاذ هذا النفس العميق في كثير من الأحيان، وعموما أكثر من عدّة مرات في الدقيقة الواحدة.[١][٢][٣]
أسباب كثرة التثاؤب
قد يصاحب التثاؤب المفرط حدوث أعراض أخرى، وذلك يعتمد على السبب، ومن هذه الأعراض: الشعور بالتعب الشديد، أو صعوبة في التركيز، أو مواجهة صعوبات في التنفس، وفيما يلي بعض العوامل التي قد تتسبب في حدوث كثرة التثاؤب:[٤]
- مشاكل في النوم: إنّ التعب والإجهاد الجسدي يُعدّ واحداً من أكثر الأسباب شيوعاً والتي تؤدي إلى حدوث التثاؤب، حيث إنّ الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الحصول على الكميات الكافية من النوم، يقومون بالتثاؤب بشكل أكثر من المُعتاد، وتجدر الإشارة إلى أنّه إذا عانى الأشخاص من مشاكل مستمرة متعلقة بالشعور بالنعاس والتعب خلال اليوم، فإنّه يجب عليهم الذهاب إلى الطبيب للحصول على المشورة، وفي الحقيقة فإنّه من الصعب أن يدرك المصاب أنّه يعاني من مشاكل في النوم، فعلى سبيل المثال: إنّ الشخص الذي يعاني من انقطاع النفس الانسدادي النومي قد لا يعاني من أعراض يسهل التعرف عليها، ولكنّه يؤثر في نوعية نومه، ويمكن أن يتسبب بالشعور بالتعب طوال اليوم، ومن الأعراض التي قد تظهر بسبب مشاكل النوم: صعوبة في التركيز، ردود الأفعال، أو الاستجابات البطيئة، والشعور بانخفاض الحماس، وضعف أو ألم العضلات.
- القلق: يُعدّ القلق أيضاً من العوامل الشائعة التي تتسبب بحدوث التثاؤب، حيث إنّ القلق يؤثر في القلب، ويؤثر أيضاً في الجهاز التنفسي، ومستويات الطاقة في الجسم، وهذا كلّه يتسبب بحدوث صعوبة في التنفس، بالإضافة إلى حدوث التثاؤب، يتسبب أيضاً بالشعور بالضغط النفسي والتوتر، ومن الجدير بالذكر أنّه إذا كان الشخص يعاني من الكثير من القلق، فإنّه قد يجد نفسه يتثاءب أكثر من غيره، وقد يزداد لديهم التثاؤب أيضاً عندما يزداد شعورهم بالقلق، ولكنّ التثاؤب قد يحدث أيضاً دون وجود أي عامل مُسبب واضح.
- الاكتئاب: إنّ الاكتئاب قد يسبب حدوث التثاؤب أو يعمل على تفاقمه، ويؤدي الاكتئاب إلى التثاؤب إمّا عن طريق الأعراض الجانبية الناتجة عن الأدوية المضادة للاكتئاب، وإمّا بسبب التعب الذي يرافق الإصابة بالاكتئاب، لذلك يُنصح الشخص المصاب بالاكتئاب بمراجعة الطبيب لمناقشة هذا الأمر عندما يلاحظ ازدياد التثاؤب لديه، حيث من الممكن أن يقوم الطبيب بتعديل جرعة الدواء، أو التحقق من وجود أي أسباب أخرى.
- مشاكل في القلب: إنّ كثرة التثاؤب قد تكون مرتبطة بالعصب المبهم (بالإنجليزية: Vagus nerve)، والذي يمتد من أسفل الدماغ وصولًا إلى القلب والمعدة، وبالتالي فإنّ كثرة التثاؤب قد تدل أحياناً على وجود نزيف حول منطقة القلب، أو قد تدلّ أحياناً على الإصابة بنوبة قلبية (بالإنجليزية: Heart attack)، ومن الأعراض الأخرى التي قد تدل على وجود مشاكل في القلب: ألم الصدر، وضيق التنفس، والشعور بألم في الجزء العلوي من الجسم، والغثيان، والدوار، حيث إنّه من اللازم طلب الرعاية الطبية فوراً عند حدوث هذه الأعراض.
- السكتة الدماغية: إنّ الأشخاص الذين يصابون بالسكتة الدماغية قد يتثاءبون بشكل مفرط، ويُعزي الأطباء السبب وراء ذلك إلى أنّ التثاؤب قد يساعد على تنظيم وخفض درجة حرارة الدماغ والجسم بعد الإصابة بالسكتة الدماغية، وتشير بعض الأبحاث إلى أنّ عملية التثاؤب ترتبط بجذع الدماغ (بالإنجليزية: Brainstem).
- الصرع: قد يحدث التثاؤب المفرط عند الأشخاص المُصابين بالصرع، قبل أو أثناء أو بعد حدوث نوبات الصرع، أو أنّ التثاؤب الزائد قد ينتج بسبب التعب والإجهاد الذي قد يتسبب به الصرع.
- الأدوية: قد يتسبب استخدام بعض الأدوية بحدوث التثاؤب المُفرط، حيث إنّ التعب أوالشعور بالنعاس من أكثر الأعراض الجانبية شيوعاً، والتي تنتج عن استخدام الكثير من الأدوية، سواءً التي تُصرف من دون الحاجة لوصفة طبية، أو الأدوية الموصوفة، ومن الأدوية التي يؤدي استخدامها إلى حدوث كثرة التثاؤب: أدوية مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (بالإنجليزية: Selective serotonin reuptake inhibitors) وأدوية مضادات الاكتئاب الأخرى، وبعض الأدوية المستخدمة في التخفيف من الألم، بالإضافة إلى أدوية مضادات الهستامين (بالإنجليزية: Antihistamine)،[٤] وتُعتبر مضادات الهستامين نوعاً من الأدوية المستخدمة في علاج أعراض الحساسية الشائعة، مثل: العطس وسيلان الأنف.[٥]
- مشاكل في التحكم في درجة حرارة الجسم: وتعتبر هذه المشاكل أسباباً نادرة للتثاؤب.[٦]
- السمنة: وذلك لأنّ الوزن الزائد يُعتبر مرادفاً إلى حد ما لمشاكل التنفس، وبالتالي فإنّ السمنة قد تتسبب بحدوث مشكلة التثاؤب.[٧]
علاج التثاؤب الزائد
يتم علاج مشكلة التثاؤب الزائد عن طريق ما يلي:[٨]
- تقليل جرعة الأدوية التي تسببت بحدوث التثاؤب الزائد، وذلك يكون من قبل الطبيب.
- تنظيم النوم، فعندما يكون التثاؤب ناتجاً عن مشاكل في النوم، يمكن اللجوء إلى الطرق التالية لحل المشكلة: استخدام جهاز التنفس، وممارسة التمارين لخفض التوتر، والالتزام بجدول نوم منتظم.
- معالجة السبب الطبي وراء حدوث التثاؤب بشكل مفرط، مثل: الصرع وفشل الكبد.
المراجع
- ↑ "Yawning: Symptoms & Signs", www.medicinenet.com, Retrieved 15-February-2019. Edited.
- ↑ "Yawning Excessively", www.healthgrades.com, Retrieved 15-February-2019. Edited.
- ↑ "why we yawn", www.webmd.com, Retrieved 15-February-2019. Edited.
- ^ أ ب "What causes excessive yawning?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 15-February-2019. Edited.
- ↑ "What Is an Antihistamine?", www.everydayhealth.com, Retrieved 15-February-2019. Edited.
- ↑ "Yawning - excessive", medlineplus.gov, Retrieved 15-February-2019. Edited.
- ↑ "Chronic Excessive Yawning Causes and Treatments", healcure.org, Retrieved 15-February-2019. Edited.
- ↑ "Treating Excessive Yawning", www.healthline.com, Retrieved 15-February-2019. Edited.