محتويات
الصحابي سلمان الفارسي
هو سلمان الفارسي أبو عبد الله، ولد في إيران بالقرب من مدينة أصفهان، وقد نشأ لعائلةٍ تتبع المجوسية أو الزردشتية، سُمِّيَ بسلمان ابن الإسلام، وسلمان الخير، والباحث عن الحقيقة، وقد كان زاهداً حازماً، عارفاً بفنون الحرب، تميَّز برجاحة العقل، ونُّبل الأخلاق، ولقد آخى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بين سلمان الفارسي وأبي الدرداء، وقد دخل الإسلام بعد عملية بحثٍ وتقصٍّ عن الحقيقة سنسردها في هذا المقال.
قصة إسلام سلمان الفارسي
لقد كان والده مجوسياً يعبد النار، وقد حبس ابنه سلمان من أجل ألا يعتنق أي دينٍ آخر، ثم اضطر والده إلى إرساله إلى أرضٍ زراعيةٍ لهم يتفقد أحوالها، ويحضر بعض الفاكهة منها، وأثناء سيره تعرّف سلمان على بعض المسيحيين، وأعجبته صلاتهم فجلس إليهم، واستمع منهم، ثم قرّر بعدها أن يسافر إلى بلاد الشام بهدف التعرُّف على أصول الدّين المسيحي، فهرب مع إحدى القبائل التجارية المتجهة إلى الشام، وفور وصوله إلى بلاد الشام اعتنق المسيحية على يد أحد القساوسة، ورافقه حتى توفي ذلك القسيس، وبعد ذلك تابع سلمان سياحته في الأرض بحثاً عن الله، حتى قابل أحد كبار القساوسة وقد كان على فراش الموت، وأخبره أنَّه حسب ما جاء في التوراة أنّ هذا الزمان هو اقتراب ظهور المخلّص في المدينة المنورة، ثم تابع مسيره نحو المدينة المنورة حتى اعترضته مجموعةٌ من سكان البادية وباعوه لأحد يهود بني قريظة في المدينة، وعندما هاجر النبي -صلى الله عليه وسلم- من مكة إلى المدينة، تقدَّم سلمان للنبي الكريم لمعرفة العلامات التي عرفها عن هذا النبي، وعندما تأكد من شخصه، اعتنق الإسلام أمام النبي-صلى الله عليه وسلم- حينها جمع الصحابة 40 أوقية من الفضة، و زرعوا 300 شتلة نخل مقابل إعتاق رقبة سلمان الفارسي، وبذلك تحققت رغبة سلمان في إيجاد الحقيقة.
دور سلمان الفارسي في غزوة الخندق
أشار سلمان الفارسي بحفر خندق حول المدينة لحمايتها، وكان قد تعلم هذه الحيلة الحربية في بلاده، فوافق النبي على ذلك، وقال: سلمان منّا أهل البيت، وحينما رأى المشركون الخندق قالوا: (هذه مكيدة ما كانت العرب تعرفها، فقيل لهم: هذا من الفارسي الذي معه)، وقد حفر الصحابة الخندق شمالَ المدينة المنورة لمنع الأحزاب من دخولها، وعندما وصلتها الجيوش أقاموا حصاراً عليها دام ثلاثة أسابيع، مما أدّى إلى تعرِّض المسلمين للمشقة والجوع، حتى أرسل الله جنوداً من عنده، وكانت رياحاً قوية قلبت قدورهم، ونزعت خيامهم، وقذفت الرعب في قلوبهم، وانتصر المسلمون بذلك.
وفاة سلمان الفارسي
ولى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب سلمان الفارسي على بلاد فارس، فدخلها وصلى بالناس فيها يوم الجمعة، أما وفاته فكانت في عهد عثمان بن عفان، وقد تولّى عثمان -رضي الله عنه- دفنه والصلاة عليه وتجهيزه، ويقع مقامه في مدينة المدائن على بعد كيلومترين من نطاق كسرى، توفي عام 644 م.