حكم سب الله في النفس
أفتى علماء الأمة الإسلامية بعدم مؤاخذة الله تعالى لعباده فيما يصدر عنهم من أحاديث نفس، أو خواطر، وإنما يحاسب المسلم إذا تلفظ بألفاظ الكفر، أو عمل بمقتضاها، أو اعتقد به اعتقاداً لا يكرهه أو ينفر منه، فمجرد كراهة تلك الأمور وإن كانت خواطر في النفس إنما تدل على استعظام المسلم لها، ونفوره وخشيته منها، وهذا يدل على صحة عقيدته، وكمال إيمانه، ففي الحديث الشريف أن عدداً من الصحابة جاءوا إلى رسول الله فقالوا له: (إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان).[١][٢]فمن أحس في نفسه حديث نفس يتضمن الكفر فعسى الله أن لا يؤاخذه بذلك ما لم يقل أو يعمل، وفي الحديث: (إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم).[٣][٤]
سبب وساوس الشيطان
بين علماء الأمة الإسلامية ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية أن سبب وساوس الشيطان للمسلم صحة إيمانه وعقيدته، في حين يأتي الشيطان للكافر والعاصي كيفما شاء، فإن جانب المسلم يستعصي عليه فيأتيه من جانب حديث النفس والوسوسة حتى يغويه عن الطريق وينكد عليه لإنه عاجز آيس عن إغوائه بالطرق الأخرى، وقد سئل أحد السلف الصالح عن حال اليهود والنصارى الذين يزعمون أن الشيطان لا يوسوس لهم، فقال وما يفعل الشيطان بالبيت الخرب.[٥]
كيفية الوقاية من وساوس الشيطان
بين علماء الأمة سبل الوقاية من وساوس الشيطان وعلى رأسها الاستعاذة بالله منه، وكذلك التوجه إلى الله تعالى بالدعاء والذكر والحرص على ملازمة الصلاة والطاعات، فإذا فعل المسلم ذلك صرف الله عنه وساوس الشيطان وكيده،[٥]كما ينبغي على المسلم أن يعرض عن الوساوس ولا يسترسل بها، وأن يعتصم بالله تعالى ويلتزم أوامره ويجتنب نواهيهه.[٦]
المراجع
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 132، خلاصة حكم المحدث صحيح .
- ↑ "حديث النفس بسب الله تعالى هل يؤاخذ به العبد"، إسلام ويب، 2010-2-20، اطّلع عليه بتاريخ 2018-11-24. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 5269، خلاصة حكم المحدث صحيح .
- ↑ "حدود عدم المؤاخذة بحديث النفس بسب الدين"، إسلام ويب، 2007-9-23، اطّلع عليه بتاريخ 2018-11-24. بتصرّف.
- ^ أ ب "حكم من بلغت به الوسوسة إلى حد سب الله تعالى"، إسلام ويب، 2014-1-21، اطّلع عليه بتاريخ 2018-11-24. بتصرّف.
- ↑ "وساوس شيطانية ، أسبابها ، وطرق علاجها"، الإسلام سؤال وجواب ، 2010-6-24، اطّلع عليه بتاريخ 2018-11-24. بتصرّف.