محتويات
أزمة المياه في الخليج
تُعّد الأزمة المائية بشكل كبير من أكثر القضايا البيئية خطورة في المجتمعات الدولية؛ حيث تؤثر بشكل كبير في الوجود البشري في الأرض، وقد يترتب عليها نزاعات دولية بعيدة المدى كما هو الحال في بعض المناطق الإفريقية، وتعدّ دول الخليج العربي من أكثر الدول العربية تأثراً بالأزمات المالية بحكم موقعها الجغرافي الذي يشهد جفافاً وندرة هطول الأمطار سنوياً؛ مما ساهم في ضمها إلى مناطق حزام الفقر المائي، فبدأت دول الخليج بإيجاد مبادرات فعلية لتحريك سواكن العمل الدولي في إيجاد حلول جذرية للمشكلة المعاصرة والحد من تأثيرها بمختلف أبعادها سواء كانت بيئية، أم اقتصادية، أم اجتماعية، أم تنموية، أم سياسية.
تفاوتت مستويات حدة المُشكلة في دول الخليج ومدى الأهمية التي أعارتها الدولة للمشكلة، إلا أنّ الإمارات كانت الدولة الأكثر اهتماماً بإيجاد حلول للمشكلة وتطلعّت البلاد إلى بذل جهودها في التخلّص من هذه القضية.
مشكلة نقص المياه في الإمارات
عاشت دولة الإمارات العربية المُتحدة في أواخر التسعينيات بأزمة مياه صعبة إلى حد جعل من الأمن المائية قضية وطنية، وجاءت هذه الأزمة على هامش عدة عوامل مؤثرة فيها من أهمها: الموقع الجغرافي، والمناخ، والزيادة السكانية، والنمو الاقتصادي، بالإضافة إلى الاستهلاك المفرط للمياه، والتلوث لبعض مصادر المياه، فاضطرت الدولة إلى التطلع نحو خلق حلول جذرية لهذه المشكلة تفادياً لتفاقمها.
اكتسبت قضية الأمن المائي في البلاد أولوية استراتيجية خاصة؛ ويأتي ذلك بحكم ما تتعرض له المنطقة من ضغوط طبيعية وبشرية ساهمت في التأثير المباشر في الموارد المائية المتجددة وخاصة مخزون المياه الجوفية، ويُذكر بأنّ الإمارات لجأت إلى عدد من الإجراءات العلاجية لمشكلة المياه، ومن بينها تقنين استغلال المياه العذبة، وإيجاد سُبل تنظيم وسائل الري، وإيجاد البدائل كتحلية مياه البحر ومعالجة مياه الصرف الصحي لتعويض النقص المائي.
أثر مشكلة نقص المياه في الإمارات
أثّر شُح الأمطار في المنطقة إلى تراجع مستويات تخزين المياه الجوفية في باطن الأرض حيث ظهر أثر ذلك بشكل جلّي على تفاقم مشكلة الجفاف وتقلص مساحات الحقول الخضراء التي تحوّلت إلى أراضٍ قاحلة، وجاء ذلك بعد أن كانت هذه المساحات مورداً للخضروات والفاكهة إلى الأسواق، ويرجع السبب في حدوث هذه المشكلة إلى مجموعة من العوامل منها:
- ندرة المياه؛ إذ تشغل الإمارات حيزاً في حزام المناطق الجافة والقاحلة، فتقّل مستويات معدل الأمطار إلى دون 100مم سنوياً، وبالتالي تنخفض معدلات تغذية المياه الجوفية.
- ضعف إنتاجية الأراضي، حيث تراجعت مستويات الإنتاجية نتيجة نقص المياه.
- انخفاض كفاءة أنظمة الري.
- الاستنزاف الجائر لموارد المياه الجوفية؛ ويتمثل ذلك بالسحب غير الممنهج وعدم مراعاة التغذية اللازمة لها.
- تدني مستويات المياه الجوفية وارتفاع نسبة ملوحتها.
- نضوب الأحواض المائية.
مبادرة سقيا الإمارات
أُطلقت مبادرة سٌقيا الإمارات في شهر يونيو من عام 2014م على يد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وجاءت هذه المبادرة لغايات تأمين أكثر من خمسة ملايين شخص حول العالم بمياه الشرب، وتكللّت جهود المبادرة بالنجاح حيث جمع الهلال الأحمر الإماراتي أكثر من مئة وثمانين مليون درهم إماراتي خلال 18 يوماً، والتي تكفي لتأمين السقيا لأكثر من سبعة ملايين نسمة حول العالم.